الأربعاء، 20 أبريل 2011

قهــــــوة الحـــــب المالـــــحة




قهــــــوة الحــــــب المـــالحـــة

كان يراها و هي تذهب و تعود
يكسوها حجابها المزين بالحياء
سأل عنها و عن أهلها .... أعجب بأخلاقها
...
تقدّم إليها و خطبها من والديها
. طار قلبه من الفرح فهو على وشك أن يكون له بيت و أسرة
وبعد شهور قليلة من الخطبة وبعد كتب كتابهما
خرج معها لأول مرة بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة
جلسا في مطعم في مكان منعزل ،،
كان مضطربا جدّا و لم يستطع الحديث
هي بدورها شعرت بذلك
لكنّها كانت رقيقة و لطيفة فلم تسأله عن سبب اضطرابه
خشيت أن تحرجه فصارت تبتسم له كلما وقعت عيناهما على بعض


و فجأه أشار للنّادل قائلا
:

(( رجاءً، أريد بعض الملح لقهوتي ))
!!

نظرت اليه و على وجهها ابتسامة فيها استغراب
اِحمرّ وجهه خجلاً و مع هذا وضع الملح في قهوته و شربها
سألته :لم أسمع بملح مع القهوة
ردّ عليها قائلا: عندما كنت فتى صغيرا،
كنت أعيش بالقرب من البحر، كنت أحب البحر وأشعر بملوحته،
تماما مثل القهوة المالحة.
كلّ مرّة أشرب القهوة المالحة أتذكر طفولتي، بلدتي، و أشتاق لوالديّ اللذين علّماني و
ربّياني و تحمّلا لأجلي الكثير ..
رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته

امتلأت عيناه بالدموع ...
تأثر كثيرا
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
تأثّرت بحديثه العذب و وفائه لوالديه فترقرقت الدموع في عينيها ؛
فرحا بزوج حنون و وفيّ أهداها الله إياه
حمدت الله أنه جعل نصيبها شابّا حنونا رقيق القلب
لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها
لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها هما و نكدا مع رجل لا يخاف الله
حقق الله لها أمنيتها ... اكتشفت أنّه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكيا، طيب القلب، حنونا، حريصا ..
كان رجلا جيدا و كانت تشتاق إلى رؤيته كلما أخرج رأسه من خلف باب بيتها و هو
يودّعها


لكن قهوته المالحة شيء غريب فعلاً

إلى هنا، القصّة كأي قصة زوجين
كانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحا لأنه يحبها هكذا، مـالـحـة
بعد أربعين عاما من زواجهما و إنجابهما ستة أطفال، توفاه الله
لكن بيتهما و عشهما الدافئ أهدى للمجتمع ستة أطفال
؛ اثنان أطباء جراحة و الثالث مهندس رفيع المستوى
والرابع محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يردّه إلى أصحابه، يقصده الفقراء قبل الأغنياء
يحبّه القضاة لنزاهته، معروف في الحي أنه النزيه ذو اليد التي لا تنضب
و الخامسة طبيبة نساء و توليد
و السادسة لا تزال تكمل مشوارها الدراسي
مات هذا الأب العظيم، بعد أربعين عاما من حياة الحب و الودّ مع رفيقة دربه
لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصّها

::


أمّ فلان، سامحيني، لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط ؛
القهوة المالحة
أتذكرين لقاءنا في المقهى بعد العقد؟
كنت مضطربا وقتها و أردت طلب سكر لقهوتي و لكن بسبب اضطرابي قلت ملح بدل سكّر
و خجلت من العدول عن كلامي
أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذه الحادثة و لكنّي خفت أن أطلعك على الحقيقة فتظنّي
أنّي ماهر في الكذب !! فقررت ألاّ اكذب عليك أبدا مرّة أخرى
لكنّي الآن أعلم أنّ أيامي باتت معدودة فقررت أن أطلعك على الحقيقة
أنا لا أحب القهوة المالحة" . طعمها غريب
لكنّي شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك و لم أشعر بالأسف على شربي لها لأن وجودي معك و قلبك الحنون طغى على أي شيء
لو أنّ لي حياة أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك حتّى لو اضطررت لشرب القهوة
المالحة في هذه الحياة الثانية
لكن ما عند الله خير و أبقى
و إني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات و نعيم

............................


دموعها أغرقت الرسالة... و صارت تبكي كالأطفال
يوما ما سألها ابنها : أمّي ما طعم القهوة المالحة ؟!
فأجابت: إنّها على قلبي أطيب من السكر، إنّها ذكرى عمري الذي مضى
و فاضت عيناها بالدموع
_______________

عندما يكون الوفاء بين اثنين متحابين
فإن الملح يتحول الى سكر
وتنقلب الحياة الى جنة
ويدوم هذا الحب الى ما شاء الله

[....]

الاثنين، 18 أبريل 2011

قمـــــــــة الحــــــــب



قمــــــة الحـــــــب

أن تصـــمت

وأنت ترى

جمال روح من تحب

و

واخلاص قلب من تحب

و

روعة أفعال من تحب

و

نبل أخلاق من تحب

و

وإشراقة وجه من تحب

و

نظرة الحياء في من تحب

و

روعة شخصية من تحب


ثم يجبرك الصمت على الكلام


فلا تجد كلاما يعبر عما بداخلك

فتصمت ،،،



[....]

وصية أب لأبنه عند الزواج



وصيّة والد لولده عند الزواج

أي بني : إنّك لن تنال السعادة في بيتك إلا بعشر خصال تمنحها لزوجك فاحفظها عني واحرص عليها :


أما الأولى والثانية :


فإنّ النّساء يحببن الدلال ويحببن التصريح بالحب , فلا تبخل على زوجتك بذلك فإن بخلت جعلت بينك وبينها حجاباً من الجفوة ونقصاً في المودة .


وأما الثالثة:


فإنّ النّساء يكرهنَ الرجل الشديدَ الحازم ويستخدمن الرجل الضعيف اللين , فاجعل لكل صفة مكانها فإنّه أدعى للحب و أجلب للطمأنينة .


وأما الرابعة :


فإنّ النساء يُحببن من الزوج ما يحب الزوج منهنّ من طيب الكلام وحسن المنظر ونظافة الثياب وطيب الرائحة , فكن في كل أحوالك كذلك, وتجنب أن تقترب من زوجتك تريدها نفسك و قد بلل العرق جسدك وأدرن الوسخ ثيابك فإنّك إن فعلت جعلت في قلبها نفوراً وإن أطاعتك , فقد أطاعك جسدها ونفر منك قلبُها .



أما الخامسة :


فإنّ البيت مملكة الأنثى وفيه تشعر أنّها متربعة على عرشها وأنها سيدة فيه, فإيّاك أن تهدم هذه المملكة التي تعيشها


وإياك أن تحاول أن تزيحها عن عرشها هذا ,فإنّك إن فعلت نازعتها ملكها وليس لملكٍ أشدّ عداوةً ممن ينازعه ملكه وإن أظهر له غير ذلك .


أما السادسة :



فإنّ المرأة تحب أن تكسب زوجها ولا تخسر أهلها فإيّاك أن تجعل نفسك مع أهلها في ميزان واحد , فإمّا أنت وإمّا أهلها فهي وإن اختارتك علىأهلها فإنّها ستبقى في كمدٍ تُنقل عَدْواه إلى حياتك اليومية .



أما السابعة :


فإنّ المرأة خُلِقت مِن ضِلعٍ أعوج وهذا سرّ الجمال فيها وسرُّ الجذب إليها وليس هذا عيباً فيها " فالحاجب زيّنه العِوَجُ " , فلا تحمل عليه إن هي أخطأت حملةً لا هوادة فيها تحاول تقييم المعوج فتكسرها وكسرها طلاقها , ولا تتركها إن هي أخطأت حتى يزداد اعوجاجها وتتقوقع على نفسها فلا تلين لك بعد ذلك ولا تسمع إليك , ولكن كن دائما معها بين بين .



أما الثامنة :


فإنّ النّساء جُبلن على كُفر العشير وجُحدان المعروف فإن أحسنت لإحداهنّ دهراً ثم أسأت إليها مرة قالت: ما وجدت منك خيراً قط , فلا يحملنّك هذا الخلق على أن تكرهها وتنفر منها فإنّك إن كرهت منها هذا الخلق رضيت منها غيره ..


أما التاسعة :


فإنّ المرأة تمر بحالات من الضعف الجسدي والتعب النفسي حتى إنّ الله سبحانه وتعالى أسقط عنها مجموعةً من الفرائض التي افترضها في هذه الحالات, فقد أسقط عنها الصلاة نهائياً في حالة الحيض وفترة النفاس, وأنسأ لها الصيام خلالهما حتى تعود صحتها ويعتدل مزاجُها , فكن معها في هذه الأحوال ربانياً, كما خفف الله سبحانه وتعالى عنها فرائضه أن تخفف عنها طلباتك وأوامرك .


أما العاشرة :


فاعلم أنّ المرأة أسيرة عندك فارحم أسرها وتجاوز عن ضعفها تكن لك خير متاع وخير شريك ....


[....]

تكامل وتفاهم




محاذاة إلى الوسط

حوار بين زوجين متفاهمين
قالت له :زوجي الحبيب قد خُلقتُ من ذلك الأعوج منكَ !
فقال لها: زوجتي الحبيبة كلما آلمتني قسوة إستقامتي
أبحثُ عن لين اعوجاجي بكِ


[....]

لهذا أحب الأطفال وأحاول أن أتعلم منهم


تتميز الأطفال بسبع خصال :

أولها .... أنهم لا يغتمون للرزق

وثانيها .... أنهم إذا مرضوا لم يضجروا من قضاء الله

وثالثها.. أن الحقد لا يجد سبيلا إلى قلوبهم

ورابعها .... أنهم يسارعون للصلح.

وخامسها .... أنهم يأكلون مجتمعين

وسادسها .... أنهم يخافون لأدنى تخويف

وسابعها .... أن عيونهم تدمع


لهذا أحب الأطفال
[....]

الأحد، 17 أبريل 2011

شمعة لا تحترق - قصة قصيرة



شمعة لا تحترق

عاد من عمله بعد يوم شاق ملئ بالإنجازات والأعمال ما بين عمل مهني الى عمل اجتماعي الى عمل دعوي
يدخل على أهل بيته ويبتسم لهم ويقول بكلمة تخرج من كامل كيانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترد عليه أمه بإبتسامة صادقة فيها شوق لإبنها الغائب عنها طوال اليوم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حمدا لله على سلامتك يا حبيبي
وحشتني طول النهار أخبارك ايه وأخبار الجو ايه ؟!!
يبتسم بضحكة خفيفة : الحمد لله يا أمي كله تمام
يمشي بخطوات بطئية نحو أمه ويصافحها ثم ينحني ليقبل يدها
فتتحسس شعره وتحرك يدها الأخرى عليه فيشعر بقشعريره تسري في جسده يملؤها طاقة هائلة من الحنان والحب
فيذهب عنه جبال التعب والإرهاق طوال اليوم
ثم تقول له : أجيبلك تاكل يا حبيبي
فيرد عليها : ياريت يا أمي هموت من الجوع
تأتي أمه بالطعام لتقدمه اليه في أحسن شكل
يقول لها : الله عليكي يا ست الكل تسلم ايديكي يا أمي وربنا ما يحرمنا منك
ثم يطمئن علي أحوالها طوال اليوم
وبعد انتهائه من الطعام يقول : الحمد لله
فتسارعه أمه بمقولتها المعروفة : ما أكلتش ليه يا حبيبي؟!
فيرد عليها : أكلت والله يا امي تسلم ايدك على الاكل الجميل ده
يغسل يديه وأسنانه ويستعد ليستقبله سريره الحبيب الذي أوحشه طوال النهار!
يقفز على السرير كما أنه قفز في بحر عميق
يغوص بين البطاطين المرتبة التي تغطيه
ويضع رأسه على مخدته وينام على جنبه اليمين ويضع يده اليمنى تحت راسه ويقول : بسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
ثم يغمض عينيه ويروح في ثبات عميق
تمضي بضعة ساعات في هذا النوم العميق
ثم يسمع صوت هادئ يعلو رويدا رويدا

قم وحيدا
كابد الليل الطويل
قم وصلي للجليل
قم فقد حان الرحيل

انه صوت المنبه
الذي يرن ليذكره بأن هذا وقت السحر
يطفئ المنبه سريعا حتى لا يزعج أمه
يجلس على سريره
يقول
الحمد لله الذي احياني بعد ما أماتني وإليه النشور

أحس بقشعريره تسري في جسده
فهو في موعد مع حبيب له لطالما أسر له بأسراره وفضفض له بما في قلبه
يتحدث معه بلا خوف أو قلق
حبيب يشعر معه بطمأنينه

ينهض من على سريره يمشي بخطوات خفيفة
يتوضأ بماء بارد فينعشه
ينظر الى المرآة التي أمام حوض المياة وفي ظل ضوء خافت
يرى شيئا مضيئا
يرى وجهه الذي ألفه مع كل نظرة الى المرآة
ولكن هذه المرة له شكل مختلف

يدخل محرابه الذي أعده لهذا الموعد
يفتح نافذة غرفته فيدخل هواء رفيق يداعب وجهه
فيشعر وكأنها نفحة الهية تسري في جسده

تتسارع نبضات قلبه شيئا فشيئا
فهو سيقابل من يحب بعد ثواني من تلك اللحظة
يقف بكل كيانه تجاه القبلة
يقول
الله أكبر
يستشعرها بكل كيانة
تترقرق دمعة على خده
ترتل معه تلك الدمعات آيات القرآن
ويركع معه تلك النسمات الرقيقات
ويسجد معه القمر
وتشاركه النجوم في استغفاره بالاسحار
شعر في هذه اللحظة أن الكون يشاركه مناجاته لربه
يدعو لنفسه ويدعو لأمه وابيه ولكل إنسان أحبه في الله

أحس بأن جسده قد امتلأ بالنور
نور رباني قد ظهر على وجهه
فاصبح
شمعة لا تحترق
شمعه تضئ وسط جموع البشر
حينها وجد لسانه يردد بغير شعور منه
(( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ....))
صدق الله العظيم

[....]

الجمعة، 15 أبريل 2011

يوميات طبيب امتياز - الحلقة الثالثة - قصة ابتسامة


يوميات طبيب امتياز

قصة ابتسامة

تعلمت في خلال المدة السابقة التي قضيتها في الامتياز وهي حوالي شهر ونصف أن أفعل شئ مميز عن زملائي
وهو فتح خط القلوب الاسلكي !
والذي له أعظم الأثر

يأتي المريض ومعه أهله يشتكي من ألم أو تعب أو مرض معين
أحاول أن أبتسم في وجهه وأخفف عنه ما به وأطمئنه بكلمات فيها شئ من التفاؤل وإن هو مش عنده حاجة وهيبقى زي الفل
كل الحكاية ان ربنا عايزينا نتذكره ونلجأ ليه
بمجرد أن أبتسم في وجهه ويبتسم في وجهي فقد فتحت خط التواصل بيني وبينه
يبدأ يحكي عن مرضه وتعبه
يأخذ سرنجة من المستشفى ويستريح قليلا في حجرة الملاحظة
نقول له بإبتسامة جميلة بكلمة صادقة : ألف سلامة عليك وشفاك الله وعافاك
يخرج من المستشفى وهو مستريح الجسد وروحه في أعالى السماء وقد ذهب عنه ما به


طفلة وأمها وابتسامة تفتح القلوب

تأتي طفلة اسمها (انجي) مع ابنتها وتشتكي الابنة من ألم في بطنها
وتخاف الأم من أنها تكون زايدة وتخشى الانفجار !!
تأتي الام ملهوفة وخائفة
أستقبلهم بأن أقوم من على الكرسي وأجلسهم مكاني
وأطمئنها بكلمات بسيطة
أسلم على الطفلة وأسئلها عن اسمها وهي في سنة كام ومدرسة ايه وهكذا ...
تتفاجأ الطفلة بالدكتور بيهزر ويضحك معاها
أقول لها : يلا الجميل عايزينه يرقد على السرير
فترقد الطفلة
أقول لها: فين بطنه ؟
فتكشف عن بطنها
أقول لها : يلا يا قمر شاوري على الحتة اللي بتوجعك
فتشير بيدها على مكان الوجع
ويبدأ حوار بسيط بيني وبين الطفلة عن الحضانة اللي بتروحها وبتاخد ايه في الحضانة وهكذا
فتبدا تحكي لي بكل براءة
مع استمرار الفحص
يتبين أنها ليست زايدة ! الحمد لله
وأنه مجرد نزلة معوية تحدث لأي طفل
ألتفت الى الأم وقلت لها : ما تخافيش يا ست الكل مش زايدة دي مجرد مغص بسيط هيروح بالعلاج ان شاء الله
تبتسم الأم وقد ذهب عنها الخوف والتوتر وتشكرني ثم تسألني عن اسمي !
ثم تهم بالإنصراف
وقبل أن تغادر حجرة الكشف أودع الطفلة وأشير لها باي باي يا إنجي
تبتسم الطفلة لي وتشير لي بيدها وتقول باي باي

الخلاصة
عندما نتعامل مع المريض على انه انسان له مشاعر ومكون من لحم ودم وليس مجرد ماكينة أو سيارة اصابها العطل فإن ذلك له عظيم الأثر
والعامل النفسي في العلاج له عظيم الأثر بالإضافة الى العلاج الطبي
قال رسول الله : لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق
تبسمك في وجه أخيك صدقة
لذا أخذت العهد على نفسي أن ابتسم لكل مريض
وأقبل عليه بكل جسدي
واسمع منه الى النهاية
وأنصحه في الله ان احتاج النصيحة


[....]

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

قلبين أضيئا بنور القرآن



كلام الله
خير الكلام على الإطلاق
المنبع الإلهي العذب على البشر
كانت أول هدية يحملها لمن ستشاركه حياته
ليقر أن هذا الدستور الرباني هو الذي سيضئ لهما الطريق
وينعمان فيه سويا بروضه الساحر
ينهلان من منبع واحد عذب رقراق
ينزل بردا وسلاما على القلوب فيطهرها ويضيئها
فيريان الله قبل كل شئ



ولما كانت أول هدية بينهما هي كتاب الله
أرادت أن ترسخ ذات المعنى في علاقتهما
وأهدته كتاب الله
لتضع جسرا ربانيا مضيئا ينير القلوب





قيمة البركة

ذكرت كلمة البركة كثيرا في القرآن وفي السنة
((وهذا كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته))
((بورك لأمتي في بكورها))
وهي قيمة معنوية كبيرة لا يشعر بها الا من ذاقها
ولا ينعم بها الا من رحم ربي

لهذا حرص صاحبنا على هذا المعنى منذ أول يوم
ويعلم جيدا أنه كلما اتقى الله في علاقته بمن ستشاركه حياته كلما زادت البركة
بركة في النفس
وبركة في الرزق
وبركة راحة البال
وبركة الدعوة
وبركة الطاعة
وبركة في الذرية
بل وبركة عند الموت



جناحين يحلق بهما



شعور جميل عندما يستقر في القلب حب الله وحب في الله
فكل منهما حب طاهر يرفع المسلم درجات عالية
يزيده ولا ينقصه
يشعر كأنه يطير في السماء
يحلق بهذين الجناحين
وينعم بهما في جنة الدنيا قبل الآخرة
يقطف من بساتين ربه زهرات يانعة
ومع كل زهرة يقطفها يجد لها عبق مختلف
عبق كلما تنسمه كلما ارتقى أعلى وأعلى
وكلما ارتقى وارتفع كلما زاد حرصه على أن يحافظ على هذين الجناحين ويقويهما معا
حتى يرتقي أعلى وأعلى

ومازال في طريقه يسير ،،،




[....]

السبت، 2 أبريل 2011

يوميات طبيب امتياز - الحلقة الثانية - ارادة الله


أثناء جلوسي في حجرة الاستقبال بالمستشفى يرد علينا المئات من الحالات يوميا
ما بين كبير وصغير ورجال ونساء من جميع الأماكن والبيئات
ولكن ما أثر في الاسبوع الماضي
حادثتين أثرا كثيرا فيا حتى كدت أن أبكي

الموقف الأول
سقوط طفل من الدور الثالث !



في فترة الصباح وحوالي الساعة العاشرة صباحا يأتي أب ويحمل أبنه الذي لم يتجاوز السنة الواحدة في هذه الدنيا
يحمله ملهوفا ويخشى على حياته
وعندما سألناه عن الحالة
قال إن ابنه سقط من الدور الثالث !
وبعد عمل الفحوصات والأشعة وجدنا أنه لم يصاب بأي مكروه وأنه سليم مائة في المائة
سبحانك ربي
تحفظ الاروح البريئة
ودار بخاطري اسم الله اللطيف
((الله لطيف بعباده))
يلطف بعباده ويحفظهم عند وقوع مكروه
وكأن الله حمل هذا الطفل الصغير ولم يصب حتى بأي خدش
قلت سبحانك ربي


الموقف الثاني
(( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تشعرون))



مجموعة من الناس تأتي وتحمل امرأة كبيرة مغمى عليها
ضجيج عالي وحالة من التأهب والترقب
تدخل المرأة سريعا الى غرفة الانعاش القلبي
ويبدأ الأطباء في تركيب الأجهزة الخاصة بالتنفس والقلب
كنت واقفا على جهاز التنفس
وأحد الأطباء يبدأ بعمل المساج القلبي بكل جهده
يتصبب العرق وتتسارع نبضات القلب
عين على وجهة المريضة وأخرى على جهاز القلب
تقل نبضات القلب
يحاول الاطباء مرة بالمساج القلبي وأخرى بالأدرينالين
ستون خمسون اربعون ثلاثون عشرون
هكذا جهاز قراءة نبضات القلب
تقترب من الصفر
وفجأة تيييييييييييييييييييييييييت
صفارة تشير الى انقطاع النبض
بعد المحاولات المتكررة من طاقم الاطباء

فارقت المريضة الحياة وانتقلت الى جوار ربها
رحمها الله

أثناء انشغال الاطباء كانت عيني على وجه المريضة
وأحسست بأن روحها تسحب منها
وفاضت الى بارئها
((فلولا اذا بغلت الحلقوم
وأنتم حينئذ تنظرون
ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون
فلولا إن كنتم غير مدينين
ترجعونها إن كنتم صادقين))

أقشعر جسدي وانتفض
وكتمت دمعة كادت تترقرق على خدي
وخرجت خارج غرفة الانعاش
أحاول أن استوعب الموقف
الحمد لله





[....]