الاثنين، 5 سبتمبر 2011

وقفات مع فاتحة الكتاب - الحمد لله




حتى تكون قرآنا يمشي على الارض كما كان الحبيب محمد
لابد لنا من وقفات مع كتاب الله عز وجل

سورة الفاتحـــة

هي ام الكتاب وهي السبع المثاني وأعظم سورة في القرآن

نقرأها كثيرا في صلواتنا واذكارنا صباحا ومساءا

قال رسول الله

(( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ))


سُميت الفاتحة بسورة الحمد لأنها مصدرة بالحمد لله رب العالمين

وسميت فاتحة الكتاب لأن القرآن الكريم افتتح بها، وسميت أم الكتاب، وأم الشيء أصله، ربنا عز وجل قال:

﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾

سُميت أيضا الأساس، أساس الكتاب القرآن، يعني أساس الكتب السماوية القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وسُميت الوافية، وسميت الكافية

قال رسول الله

(( أم القرآن عوض عن غيرها، وليس غيرها عوضاً عنها.))



قال رسول الله

((الحمد لله أم القران وأم الكتاب والسبع المثاني.))


وهي ايضا الشفاء

(( في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء.))



الحـــــمد للـــــــــــــــــــــــه

الحمد حالة نفسية مبنية على معرفة بفضل الله عز وجل، فالكلمة الأولى في الإسلام "الحمد لله"، "الحمد لله" على إيجادنا، فأول نعمة هي نعمة الإيجاد

فيها رضا الله عز وجل

(( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها.))

وفيها أمان من زوال النعم

(( الحمدُ على النعمة أمانٌ لزوالها.))

وفيها العطايا من الله عز وجل ويعطيك الله أفضل مما أخذت

(( ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ))

كما أن الحمد لله خير من كل الدنيا

(( لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله.))

راس الشكر

(( الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده.))


الحمد والشكر

الحمد حالة نفسية، والشكر سلوك، فليس هناك سلوك شاكر إلا على أساس حالة حمد، فإذا لم يكن عند الإنسان حالة حمد فسلوكه باطل، وهو في حالة نفاق ومداهنة:

(( الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده.))

الحمد أولاً والشكر ثانياً، قال تعالى:

﴿ اعْمَلُوا آَلَ داود شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾

الشكر عمل

﴿ اعْمَلُوا آَلَ داود شُكْراً ﴾

أما الحمد فهو حالة نفسية، أحياناً يقدم لك إنسان خدمة تحس أنك ممتن من أعماقك منه، تعبر عن الامتنان أحياناً بخدمة، أحياناً بكلمة طيبة، أحياناً بقولك جزاك الله عني كل خير، ولكن هذا الكلام أو هذه الخدمة أساسها حالة نفسية شعرت بها هذا هو الحمد.


الحمد لله شعار المؤمن


كلمة
"الحمد لله"
إحدى أكبر شعارات المؤمن، "الحمد لله" على السراء وعلى الضراء، على الصحة وعلى المرض، على إقبال الدنيا وعلى إدبارها، على الغنى وعلى الفقر، على الزواج، وقبل الزواج، وبعد الزواج،

"الحمد لله"
تعني أنك تعرف أن لهذا الكون إلهاً عظيماً، هو على كل شيء قدير، فإذا حرمك من شيء فهذا حرمان معالجة لا حرمان عجز،

"الحمد لله"
تعني أن الذي خلقك يحبك، يحبك أكثر مما تحب نفسك لذلك يعالجك ولولا المعالجة لما اهتديت.

سيد الحامدين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سُمي محمداً لأنه أحمد الخلق قاطبةً، ما من مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى حمده أكثر منه عليه الصلاة والسلام، كأن الحمد مقياس للقرب من الله عز وجل، سيد الحامدين هو سيد الخلق، فاسم أحمد، ومحمد، وحامد، هذه كلها من الحمد


حالة الحمد





الحمد ليست كلمة تقال فحسب بل هي حالة يعيشها المؤمن في كل حالته وتخرج من أعماقه ويشعر بها كل كيانه وجوارحه
قال رسول الله

(( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه الأمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال.))


لاتحمد ولا تشكر غير الله

قال رسول الله

(( إن الجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلي العباد نازل، وشرهم إليّ صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي )).

المؤمن كلما تفتحـت بصيرته يرى أن كل من يقـدم له خدمةً في الحياة إنما هي بفضل الله، وبإذن الله، والحمد لله وحده، فلذلك نعمة الصحة نعمة كبرى، وليس العجب أن يمرض الإنسان، بل العجب ألا يمرض، لأن هناك آلاف الآلاف من الشروط التي تتوافر جميعها كي تقول صباحاً:

"الحمد لله رب العالمين"

، الأجهزة لديك تعمل، جهاز الهضم، بدءاً من الفم، إلى اللعاب، إلى البلعوم، إلى لسان المزمار، إلى المريء، إلى المعدة، إلى البنكرياس، إلى الإثني عشر، خلايا الامتصاص في الأمعاء الدقيقة، الأمعاء الغليظة، جهاز التصفية البولية إلى الكليتين، جهاز القلب إلى الرئتين، العضلات، العظام، الجلد، الجهاز العصبي، الجهاز الهرموني، الغدة النخامية، الغدة الدرقية، غدة الكظر، البنكرياس كله يعمل بانتظام
"الحمد لله"
هذه معجزة
أن تستيقظ صباحاً وتحس أنك بصحة تامة
"الحمد لله".


الحمد لله تعني أن الله هو المسير


"الحمد لله" كلمة تعني الله المسير، هناك خالق ورب وإله، فالخالق الذي خلق، والرب هو الممد، والإله هو المسير، بالمثال يتضح المقال
هذه السيارة لها معمل صنعها، وتحتاج إلى إمداد مستمر بالزيت والوقود، وما إلى ذلك، وتحتاج إلى من يقودها، فالذي يسيرها اسمه المسيِّر، والذي يمدها اسمه الرب، والذي صنعها اسمه الخالق،
فإذاً "الحمد لله" لأن أمورك جميعها، صغيرها وكبيرها، عظيمها وحقيرها، دقيقها وكبيرها، بيد الله عز وجل، إليه يُرجع الأمر كله، هذا هو التوحيد.


كلام المؤمنين في الجنة


﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ "الحمد لله" رَبِّ الْعَالَمِينَ


ليس في الامكان أبدع مما كان

قال الامام الغزالي :ليس في الإمكان أبدع مما كان

ليس في إمكان المخلوق أبدع مما أعطاه الله عز وجل، الذي أعطاك الله عز وجل هو أنسب شيء إليك، ولو كُشفت لك الحقائق لما اخترت إلا أن تكون كما كنت.
بعض الناس يتمنى الغنى، بعض الناس يتمنى الصحة، لو كُشفت لك الحقائق لن تتمنى إلا أن تكون كما كنت لأن الله عز وجل يعلم ما كان، ويعلم ما يكون، ويعلم ما سيكون، ويعلم ما لم يكن، لو كان كيف كان يكون ؟ لذلك ليس في الإمكان أبدع مما كان.

يهتدي إنسان عن طريق الفقر، ويهتدي آخر عند موت أحد أقاربه، وثالث يهتدي بمصيبة مؤلمة، أو بإكرام كبير، هذا الذي ساقه الله إليك مبني على علم، وحكمة، وخبرة، ورحمة،

"الحمد لله"

الله المسير الذي لا إله إلا الله، لا مسير غيره، لا رافع، ولا خافض، ولا معز، ولا مذل، ولا معطي، ولا مانع، ولا قابض، ولا باسط إلا الله عز وجل، الحمد لله رب العالمين.

(( إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب لبه.))


تربية جسدية وأخرى نفسية

معنى الربوبية يشمل التربية النفسية والتربية الجسدية
فكل أنواع المصائب مشتقة من قولـه تعالى:

الحمد لله رب العالمين

الأب مثل مصغر، يمد ابنه بكل ما يحتاج، حاجاته، أدواته، كتبه، دفاتره، ألبسته الصيفية والشتوية، غرفته بما فيها من تدفئة، طاولة إنارة، سرير، وسائد مثلاً، فرش وثيرة، أغطية مناسبة صيفية وشتوية، هذا إمداد، فإذا ضبطه يكذب فقد يضربه، والضرب أيضاً تربية، فالتربية لها معنيان ؛ معنى الإمداد بما تحتاجه من مواد، والمعنى الثاني التربية النفسية، فكل إنسان يتلقى من الله عز وجل تربيتين ؛ يتلقى تربية لجسمه، ويتلقى تربية لنفسه،
فكل ما يحدث لك فهو من الله عز وجل
بناءً على واقعك، وعلى نفسيتك
الحمد لله رب العالمين.





ولنا وقفة مع الحمد

أوصي نفسي واخواني
بأن نستشعر كلمة الحمد لله عز وجل
تخرج من كل كياننا
تقشعر أجسادنا عند النطق بها
نستحضر المعاني السابقة
في أذكار الصباح والمساء
نقول بكل كياننا
(ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك)
يكون لنا ورد من الحمد
ومع كل مرة نحمده تعالي نتذكر نعمة من نعم الله علينا والتي لا تعد ولا تحصى

الى لقاء مع حلقة جديدة،،،




تعليقات: 2

Omar Reda Abdel-Maksoud يقول...

الحمـــــد لله رب العالميــن

غير معرف يقول...

We are a bunch of volunteers and opening
a new scheme in our community. Your site provided us with valuable info to work on.
You have done a formidable job and our whole neighborhood will probably be grateful to
you.

my web site - best stand mixer (www.diotime.fr)