التدرج سنة كونية
يتحدث بعض الاخوة العاملين للإسلام وبخاصة الشباب المتحمس منهم
عن السرعة في اقامة دولة الاسلام
وسرعة تحكيم شرع الله في الارض
وقد يقول أحدهم : لماذا في الانتخابات مثلا لا ينزل الاسلاميون في كل الدوائر
ونحتكم الى الى المغالبة وليست المشاركة !
فقناعاتي التي اكتسبتها
أن التدرج سنة كونية
وأن الله عز وجل خلق السموات والارض في 6 ايام
ولم يخلقها في يوم واحد
وهو القادر على ذلك
(كن فيكون)
ولكن الله عز وجل يعلمنا التدرج في الامور
وتلك سنة كونية لا نستطيع أن نغالبها
وهكذا تعلمنا من رسول الله
لم يتم تحريم الخمر مرة واحدة
ولكن على ثلاث مرات
( ...لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )
(يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما)
( يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )
وهكذا تعلمنا من خامس الخلفاء الراشدين
عندما كلمه ولده برد المظالم وارجاع الحقوق كلها وحمل الناس دفعة واحدة على الحق
فقال لنا معلما : يا بني اني أخاف أن أدفعهم على الحق جملة واحدة فينكروه جملة واحدة
واذا كنا تعلمنا من أساتذتنا ومشايخنا في الدعوة
أن رجوع الاسلام يكون بالتدرج
فرد مسلم
اسرة مسلمة
مجتمع مسلم
حكومة مسلمة
خلافة اسلامية
أستاذية العالم
وهكذا فعل رسول الله
فاقول للمتعجلين النصر
لا نريد ان نحرق المراحل
ولتأخذ كل مرحلة وقتها
فنحن في مرحلة المجتمع
والانتشار الاسلامي وسط الناس
واقناع الناس بضرورة الحل الاسلامي
فلا بد من مشاركتهم
وليس مغالبتهم فنحن لسنا في مرحلة الحكومة !
فالصبر الصبر يا متحمسون
الضرر الأصغر والضرر الأكبر
بخصوص الاحداث الاخيرة في جامعة المنوفية
من ضرب وسحل الطلاب
واعتقال 27 طالب
وفصل العشرات
ومئات التحقيقات
سمعت بعض الاخوة تقول
(احنا بعد كدة نجيب معانا سنج ومطاوي ! وجنازير لردع البلطجية والأمن !)
وتعجبت من ذلك !
وعندي قناعة بأننا أصحاب رسالة ودعوة
وليس لصاحب الرسالة أن يكون عنيفا أو مستخدما للقوة
وكما تعلمنا من الامام الشهيد حسنا البنا كان يقول : حاربوهم بالحب !
ونصبر لضرر صغير مقابل دفع ضرر أكبر
نصبر على الضرب والايذاء والسحل من أخوة لنا في الاسلام بغوا علينا
لدفع ضرر أكبر وهو تحول بلادنا الآمنة الى ساحة للحرب الأهلية التي تدمر الاوطان وتضيع الدين
ومن أجل الحفاظ على تلك المجموعة العاملة لدين الله
نصبر ونحتسب
و تعلمت من رسول الله
حينما كان يمر على عمار بن ياسر وابوه ياسر وأمه سمية بنت الخياط
ويقول لهم
(صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة )
وماتت السيدة سمية
وصارت أول شهيدة في الاسلام
الله أكبر
وكان الصحابة يعذبوا من بني جلدتهم ومن أهلهم
وكانوا صابرين محتسبين
ولم يلجئوا أبدا لعنف
ومن حاول منهم العنف
رده النبي بلطف
الايمان ...وذلك واجب كل فرد على حدة
يتعلل بعض العاملين للإسلام
بضعف الايمانيات
والجماعة مقصرة تجاههم !
والمفروض والمفروض ...!!
ولكن عندي قناعة
أن تقويم النفس وتهذيبها واجب الفرد نفسه في المقام الاول
وليس واجب الجماعة
لأن
ربنا يقول
(وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )
قد تساعدنا الجماعة بوضع برامج ايمانية بنسبة 1 في المائة
ولكن يبقى الاصل هو واجب الفرد
هذه قناعاتي وتلك دماغي !
فليناقشني من يختلف معي في رأيي