الخميس، 24 فبراير 2011

أمسك بيد من تحب



فتاة صغيرة تسير مع أبيها حتى وصلوا الى جسر وأرادوا عبوره
فقال الأب لإبنته الصغيرة : امسكي بيدي جيدا حتى لا تقعي في النهر
فردت البنت : بل أنت أمسك بيدي
فقال الأب : وهل هناك فارق
فقالت : لو أمسكتُ أنا بيدك قد لا استطيع التماسك ومن الممكن أن تنفلت يدي فأسقط ..
لكن لو أمسكتَ أنت بيدي فأنت لن تدعها تنفلت منك أبدا


الخلاصــــــــــــــة
عندما تثق بمن تحب أكثر من ثقتك بنفسك
و تطمئن على وضع حياتك بين يديهم أكثر من اطمئنانك لوضع حياتك بين يديك
عندها امسك بيد من تحب قبل أن تنتظر منهم أن يمسكوا بيديك


[....]

الأربعاء، 23 فبراير 2011

من انجازات الثورة ..تعلم النظام

إنها حقا ثورة عقول
ثورة أحدثت فينا التغيير
ثورة جعلتنا نحب بلدنا ونعتز بها
ثورة جعلتنا أن نحب بعضنا
ثورة علمتنا النظام


في الصورة السابقة
مصريين يقفون في طابور لركوب سيارة الأجرة
الله الله
مشهد رائع وممتع
نأمل أن يستمر هذا المشهد

[....]

القذافي ..اسطورة الغباء و الهبل والعبط و التخلف و...و...و..




كانت أزمة مصر هي تزاوج السلطة مع المال متمثلة في حكومة رجال الأعمال والمنتفعين من السلطة
أما الأزمة في ليبيا من وجهة نظري تتلخص في أن هناك تزاوج بين الغباء والسلطة والمال !
انسان يجلس على رأس السلطة مصاب بأمراض نفسية لا حصر لها حللها أطباء الطب النفسي
عمري في حياتي ما شوفت رئيس يقرر إبادة شعبه
عندما استمعت الى خطابه بالأمس لم أتماسك نفسي من الضحك
من البداية وهو داخل الى القاعة التي سيلقي فيها كلمته يركب التوك توك الطائر ! يعتليه شمسية بيضاء
داخل الى القاعة وهو مبسوط حبتين



بيفكرني بالشاعر الكبير اللي بيقول
آه يا توك توك نفسي آجيبله ماتور !
آه يا توك توك عايزه أقلبه حنطور !
وأنا مالي أنا مالي
تمن التوك توك غالي!

وبعدين بدا في حواره يهذي بكلام غير مفهوم
وشوية يقلع النضارة ويلبسها
وشوية يلف العباية وشوية يحطها
وشوية يفتح الكتاب الأهبل اللي بيقرأ منه
وعمال يتكلم في عقوبة الإعدامات !

نقدر نقول ان احنا استفدنا من الخطاب الرئاسي العظيم

- ان عنده نظارتين
- إن عنده شنبين فوق بؤه وواحد تحت بؤه
- إن عنده عبايتين واحدة لابسها وواحدة متغطي بيها
- إن هو أصلا مش رئيس ليبيا فيتنحى ازاي
- كل المترجمين للوكالات الأجنبية بيولوعوا في نفسهم دلوقت
- اكتشفنا ان عنده توك توك
- القذافي يتحدى الملل !

( نضحك أحيانا ولكنه ضحك كالبكاء )
________________

ربنا ينتقم منك يا قذافي الكلب
اللهم مزق ملكه وأرنا فيه يوم كيوم عاد وإرم



[....]

الاثنين، 21 فبراير 2011

وتضع رأسك على المخدة وتنام من حينها

http://www.morethanman.com/wp-content/uploads/2010/01/Man-Sleeping-with-Glasses-439x320.jpg


الشعور بالمسئولية شعور صعب وممتع في نفس الوقت
عندما يكون اليوم عامرا بالأعمال و الإنجازات
وحين ينتهي اليوم وتضع رأسك على المخدة لتنام
فإنك تغمض عينيك وتنام من حينها
نعمة كبيرة

[....]

الأحد، 20 فبراير 2011

زهرة أيامي ..هل يتحقق الحلم ؟

http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/75329_470459843441_592398441_5489873_3366056_n.jpg

مودة ورحمة وسكن

كلمات قرآنية رائعة عبر عنها القرآن عن آية من آيات الله في الكون
أحن كثيرا لتلك المعاني ويرسم خيالي طريقا جميلا على جانبيه الورود والأزهار والشجر
أسير فيه وبجواري رفيقة عمري وزهرة أيامي وأم أولادي
نبدأ هذا الطريق بطاعة الله عز وجل وعلى كلمة الله
نسير سويا ومهما كانت العقبات والشدائد في الطريق فإن الحب بيننا أكبر من أي محنة وعقبة
نسير في طريق طال أو قصر فإن منتهاه الجنة

http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/37595_418978433441_592398441_4514377_3886874_n.jpg

أحلم بزوجة تربت على حب الله وعلى حب الناس
أحلم بها زوجة وحبيبة وصديقة وأخت وأم
نتنسم من عبق آيات القرآن سويا
ونقف بين أيدي الله سويا
نصل الأرحام
نحمل الخير لجيراننا ولأهلنا

http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/47770_433585108441_592398441_4876682_1301924_n.jpg

أحلم بزوجة تحبني وأحبها
أحلم بزوجة تستحق كل طاقة الحب عندي التي لم أخرجها لأحد إلا لها
وتزهر وتنمو شجرة الحب التي زرعناها سويا وتظل تنمو وتنمو حتى تبلغ عنان السماء
أحلم بها وقد جمعني الله بها بعد دعاء طويل في كل صلاة وفي كل محراب .

http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/62470_444829848441_592398441_5109324_3042576_n.jpg

وتمر الايام والسنوات ومازلنا نسير في الطريق
ويلحق بنا أشبال وزهروات هم ثمرة هذا الحب الكبير
ومع المضي في الطريق يكبرون ويشبون على الحب
ليصبحوا رجالا وفتيات يحملون الخير لمجتمعهم وتكون نهضة المسلمين على ايديهم॥

http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/39551_444824543441_592398441_5109227_6086971_n.jpg

ومازلنا نتقدم في الطريق وحلم الجنة أمام أعيننا
حتى اذا أراد الله لنا أن نفترق بالموت
انتظر السابق منا اللاحق على شوق
وتكون اللقيا مرة ثانية في ظل عرش الله يوم القيامة
فقد جمعنا الحب في الله وعلى طاعة الله
وندخل الجنة سويا ونمسك بايد بعضنا
وندخل قصرنا في جنة عرضها السموات والأرض في أعلى الجنان
ونعيش سويا الى ماشاء الله لنا أن نعيش
ولازال الحب بيننا يكبر ويكبر
انها

زهرة أيامي


http://gallery.sendbad.net/data/media/207/Flower_jpg.jpg

ترى هل يتحقق الحلم ؟
الله المستعان



[....]

السبت، 19 فبراير 2011

عشرات الآلاف يحتلفون بالثورة في المنوفية

احتشدت جماهير المنوفية ملبية الدعوة للاحتفال بالثورة المصرية العظيمة التي قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى حتى تُحقق مطالبها والتي تحقق البعض منها وهو إسقاط النظام وحل مجلسي الشعب والشورى وتبقى الكثير من المطالب التي أصرت عليها الجماهير اليوم وهي الإفراج الفوري عن المعتلقين السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ وتغيير الحكومة الحالية وتشكيل مجلس رئاسي مدني.

عم المهرجان جو من الحماسة والبهجة، فبين متحمس لبقية مطالب الثورة وبين مبتهج بالانتصار الأولي ومتفائل بمستقبل مصرنا الحبيبة، بدأت فقرات المهرجان بتلاوة القرآن الكريم ثم بفقرات غنائية وطنية حماسية ألهبت الجماهير.

وكان من أفضل الفقرات وأروعها وأكثرها حماسة كلمة والد الشهيد أمير مجدي والذي أكد فيها أن دم أبنه لم يذهب سدى لأنه قضى على الطاغية، ولأنه مات من أجل حرية هذا الشعب وهذا الوطن وألهب الجماهير بأن أمير أصر على الاستذان من والده حتى يسمح له بالمشاركة في هذه الثورة وكان من ضمن الكلمات التي رد بها علي أمير "يا ابني أنا خايف عليك يأكلوك الوحوش" فقال له أمير: "يا أبي لو مكتوب عليّ الموت، هاموت حتى لو أنا جانبك على السرير"، وكانت أم أمير والتي أثنى زوجها عليها كثيرًا من المتحمسين لخروج أمير والاشتراك في الثورة.

وكان من الحضور أسرة الشهيد أسامة علام والذي تم دفن جثمانه الطاهرة أمس عقب استلامة من القصر العيني، وتحدث عن الأسرة شقيق زوجة الشهيد أسامة علام، والذي وضح أنه الشهيد ترك ابنتين في مقتبل العمر لم يتعد سن الكبيرة الثلاث سنوات، وكانت آخر كلمات أنا وحيد وأريد أن أموت شهيد، وناوله الله الشهادة.

ومن ضمن فقرات المهرجان كلمة الدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والذي وضح فيها دور الإخوان من أول الثورة وموقفهم الوطني الدائم والذي برز في أنهم لن يكون لهم مرشح في انتخابات الرئاسة القادمة، ولكننا نريد شخصية صالحة تدير البلد شخصية غير مستبدة تكون خادمة للشعب وليست سيدة عليه.

فهنيئًا لهم شهادة ابنهم، ونسأل الله أن يكون شفيعًا لهم يوم القيامة، وفي النهاية أصرت الجماهير على استمرار الفعاليات حتى إكتمال جميع المطالب، وأيضًا طالب جموع المصريين بأن يفكُّوا اعتصاماتهم الفئوية، وأن يدعموا الثورة بالعمل، وأن يصبروا حتى تتحقَّق مطالبهم.


[....]

الخميس، 17 فبراير 2011

من تسجيلاتي .. كواليس أنشودة (احنا مين؟) ..

http://www.onislam.net/arabic/oimedia/onislamar/images/mainimages/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86.jpg

قالوا علينا كتير وسمعت غيرنا سنين
وبكل الحب جينا اسمع من احنا مين ؟

أقدم لكم
كواليس تسجيل أنشودة احنا مين ؟

انتاج منتدى شباب الاخوان المسلمين
2010
(ما قبل الثورة !)


كانت الأنشودة في إطار حملة اصلاحيون

انشاد
محمد سليمان
محمد سليم
حسام الهواري


لمشاهدة الكليب



أسأل الله عز وجل أن يتقبل العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم
[....]

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

من طرائف الدعاة ..أول شهيدة في الاسلام

http://www.al7orya.net/up/uploads/al7orya12803918082.jpg

حكى بعض الأخوة أنه كان يقوم بأداء كلمة في المسجد في موضوع ما
وبعد الانتهاء من الكلمة قام بعمل مسابقة
فسأل : من هي أو شهيدة في الاسلام ؟
فرفع أحد الشباب في المسجد يده وأجاب : السيدة سمية بنت الخياط
فرد الأخ : اجابة صحيحة وأعطاه جائزة
وبدا يشرح قصة السيدة سمية
وبدا قائلا : السيدة سمية بنت الخشاب ! يا اخواننا كانت أول شهيدة عندما طعنها أبو جهل في موضع عفتها
والسيدة سمية بنت الخشاب ! كانت زوجة سيدنا ياسر ووالدة عمار بن ياسر
والسيدة سمية بنت الخشاب! .....كذا وكذا
وبعد الانتهاء من الكلمة
توجه اليه اخوانه في المسجد وتعجبوا
وسألوه : مين السيدة سمية بنت الخشاب دي ؟
فاحمر وجهه وأصبح في موقف حرج !
وقال : يا اخواننا أنا كنت عمال أفتكر كانت السيدة سمية كان اسمها : سمية بنت ( اسم صنايعي ..خياط ..خشاب ..حداد ...حاجة زي كدة )
وجت على لساني الخشاب !

( للسان زلات )
[....]

من طرائف الدعاة ..الأذان في بلدنا

http://www.mushahed.com/wp-content/uploads/2007/04/mozen.jpg

حكي لي شيخي فضيلة الشيخ سعد القصاص
كنا في مهمة دعوية في القاهرة مع بعض الاخوة ..وبينما نحن في الطريق اذ أذن المؤذن لصلاة العصر
فدخلوا المسجد لأداء الصلاة

وبعد الانتهاء من الأذان
قام الشيخ سعد لأداء صلاة النافلة قبل الصلاة
فلاحظ ان أحد الاخوة لم يقم لأداء السنة
فساله : ليه مش بتصلي السنة معانا ؟!
فرد عليه بكل عفوية : استنى بس يا شيخ سعد لغاية لما الأذان ياذن في بلدنا ( مركز شبين الكوم) !
((ومن المعلوم أن فروق التوقيت بين شبين الكوم والقاهرة في الأذان تتأخر مساجد مركز شبين الكوم بعد الانتهاء من أذان القاهرة ))

وعجبي !
[....]

الاثنين، 14 فبراير 2011

مصر وحلم الإتحاد الإسلامي العالمي ..في حواري مع المهندس المجاهد




الله أكبر الله أكبر الله أكبر

وبدأ الحلم يتحقق أخيرا

ف البداية أحب أن أعزي أهالي الشهداء لا بل أقول أهنيهم بشهادة أبنائهم

أليس الله قال (( ويتخذ منكم شهداء))

فقد اختارهم الله من بين الجموع الغفيرة

ولعلها جولة ويليها جولات

فإن كان من حرم من هذا الشرف فهناك جولات قادمة

فمن كان عاهد الله على الشهادة وباع نفسه لله اليوم فإنه سيثبت ف كل الجولات ان شاء الله حتى يقابل الله عز وجل مقبلا غير مدبر

_______________________

مصر وحلم الخلافة الإسلامية

منذ ثلاث سنوات تقريبا كنت في زيارة مع بعض من اخواني الى المجاهد المهندس / صبحي ندى ..وهو من الرعيل الأول للإخوان المسلمين ..من مدينة طنطا
ولعلكم لا تعرفون من هو المهندس صبحي ندى ..انسان عظيم عمره يتجاوز الثمانين عاما ..يحكي عن نفسه أنه بعمر الرئيس السابق حسني مبارك !..كان من تلاميذ الإمام البنا رحمه الله ..شارك في حرب 48 على أرض فلسطين ..كان من الفدائيين في مدينة السويس ضد الإنجليز ..كان في النظام الخاص وهو الجناح العسكري للإخوان المسلمين وهو جناح موجه ضد الإنجليز على أرض مصر ..شخص مثقف جدا ..يقرأ في اليوم ما يقارب الثماني ساعات ..قارئ جيد للتاريخ
هذا ملخص لشخصية المهندس صبحي ندى

وسألناه : مصر رايحة فين يا بشمهندس ؟
( وكان هذا الكلام من ثلاتة سنوات تقريبا)

فقال : من خلال قرائتي للتاريخ ومن خلال عمري الذي عايش كل عصور مصر في التاريخ الحديث..مصر ستمر بثلاثة مراحل ..كل مرحلة فيها ستستمر من 5 الى 7 سنوات
المرحلة الأولى :وستبدأ من هذا العام ( 2008- وقت الزيارة ) وفيها
سيتساقط كل رموز النظام الحالي ! ..وستنشأ حكومة انتقالية تحكم البلاد ..تجمع رموز مصرية ذو كفاءات ..ولن يشارك فيها اسلاميون ..وسيتاح جو كبير من الحرية للمصريين وللإسلاميين على حد سواء

المرحلة الثانية : وفيها سيتم تكوين حكومة ائتلافية ..تجمع كل الطوائف والأحزاب ..ومن ضمنها الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان المسلمين ..وسيحملون حقائب وزارية في تلك الحكومة ..وواجب على تلك الوزارات التي يحكمها اسلاميون حل المشكلات المستعصية في مصر مثل مشكلة الطاقة وزراعة الصحراء وغيرها من الملفات المعلقة ..واذا فعلوا ذلك سيكتسبوا شعبية كبيرة لدى الشعب ..باالإضافة الى جو الحرية للدعاة والإسلاميين ..وسيزيد قبول الناس للحل الإسلامي ..وتزداد رغبتهم في تحكيم شرع الله وتزداد حاجتهم لحكومة اسلامية تحكم بالشرع ..ومنهم أيضا الأقباط
في هذه المرحلة ستزيد الضغوط الخارجية على مصر للتضييق على مد الإسلاميين ..وستحاك المؤامرات على مصر ..وستمر تلك المرحلة الصعبة بتحدي الشعب المصري وتكاتفه حول قيادته

المرحلة الثالثة : سيزيد ثقة الشعب في الإسلاميين لما رأوه في المرحلة السابقة من انجازات بالإضافة الى جو الحرية السائد ..وستم تكوين حكومة اسلامية تتكون غالبيتها من الإسلاميين ..وسيتم تحكيم شرع الله على أرض مصر ..ولن يكون فرضا على أحد لأن الشعب هو من سيطلب ذلك ..وسيكون رئيس الجمهورية من الإسلاميين ..وهذا حلم ((الدولة الإسلامية))

في كل مرحلة من المراحل سيتم ذلك في كل البلاد العربية والإسلامية المجاورة لمصر ..بالتوازي مع مصر واقتداءا بها ..
وسينشأ ......
ونظر المهندس صبحي ندى خلفه ..واشار الى لوحة خلفه عليها خريطة للعالم ..وبها لون أخضر مميز لمجموعة من الدول .. مكتوب عليها ((الإتحاد الإسلامي)) وقال : اتحاد العالم الإسلامي ..وسيكون اتحاد قوي جدا من أقوى اتحادات العالم ..يجمع طاقات العالم الإسلامي كله ..وقال : هذا هو حلم الخلافة الإسلامية الذي تطلقون عليه ..(أكثر ما يعجبني أن المهندس صبحي عايش الحلم ) ..ربنا يحفظه

ولكن حتى يتم ذلك

عليكم ايها الإخوان ..أن تلجاوا الى ربكم في كل وقت ..واجعلوا اخوتكم فيما بينكم ..ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ..وأعدوا أنفسكم لذلك اليوم العظيم ..نريد منكم كفاءات في كل المجالات ..كفاءات علمية وسياسية وشرعية وفكرية واقتصادية وطبية وزراعية وصناعية وتجارية ...فليعد كل منكم نفسه لذلك اليوم العظيم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت

ثم انتهى كلام المهندس صبحي بتوصيته تلك
لله درك يا أيها المهندس المجاهد

__________________________

هذا الحوار كان منذ ثلاث سنوات وكنت قد نسيت هذا الكلام بالفعل ..ولكن سرعان ما تذكرته هذه الأيام فقد بدأ الكلام يتحقق بالفعل ..وبدات البشائر تلوح في الافق ..

___________________________

الله المستعان

[....]

السبت، 12 فبراير 2011

السبت نحتفل بنجاح الثورة في المنوفية




الف مبروك لمصر

الف مبروك لكل العالم

مضى زمن الظلم وامتهان كرامة الإنسان

وأتى عهد البناء والإصلاح

_____________________

لكل شباب المنوفية الأحرار

ندعوكم للإحتفال بنجاح ثورتكم المباركة في شبين الكوم

بمسيرة حاشدة نرفع الأعلام ونسير في شوارع شبين الكوم

بعد صلاة العشاء في مسجد السلام ( في نهاية الكوبري العلوي )

غدا السبت 12-2-2011

نتمنى من جميع شباب المنوفية المشاركة

_______________________



[....]

الجمعة، 11 فبراير 2011

مبروك لمصر ..سقط الطاغية ..اليوم نبدأ عهدا جديدا



الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الف مبروك لمصر لا بل قل للعالم كله

فرحتي اليوم لا توصف

اللهم لك الحمد

تحقق الحلم ..ودماء الشهداء لم تذهب هدرا

مصر ستبدا عهدا جديدا للحرية والكرامة والتقدم والتطور

اليوم تولد الحرية بعد ولادة مستعصية !

ولدت بالدماء والتضحيات والإرادة

اليوم لا مكان للوم !

لا نلوم على من عابوا على الثورة

لا نلوم على من صدع أدمغتنا بالخروج على الحاكم !

لا نلوم كل من شتم ثوار التحرير

لا مكان للوم أحد اليوم

اليوم نفرح

وحق لنا أن نفرح

تحية لأرواح شهداء الثورة المباركة

تحية لدماء الجرحى ..الدماء الطاهرة الزكية

فلنفرح .....
[....]

الأربعاء، 9 فبراير 2011

26 يناير ..يوم من حياتي ..تفاصيل اعتقالي والاعتداء على


هذه التدوينة كانت بتاريخ 27 يناير ..ولكن نظرا لإنقطاع النت في مصرفلم يتم نشرها بنفس التاريخ
.....
اعتقال ..حبس ..تحقيق ..أمن الدولة..نيابة ..حجز..جنائيين ..برش !..

مصطلحات أعرفها نظريا
ولكن قدر الله لي أن أراها عمليا !
وسبحان الله قلبي كان حاسس قبلها
الحمد لله

القصة من البداية

في يوم 25 يناير انطلقت الانتفاضة الشعبية ضد الظلم والفساد والجوع والفقر
ورأينا على شاشات التلفزيون انتفاضة الألوف من المصريين باختلاف طوائفهم في شوارع مصر
وكان ملحمة شعبية رائعة ويوم لم ينسى في تاريخ مصر

كنت مترددا في المشاركة من البداية لظروف شخصية
وما كانش ينفع اسيب البيت فأمي لوحدها في البيت
ولو حصل أي اعتقال أو اصابات كان هيبقى وضعها صعب جدا
وكنت في البيت أتابع الأحداث عن كثب
وكنت محرج جدا أكتب أي كلمة على الفيس أو المدونة
لأن المفروض مكاني مش يكون أمام الكمبيوتر على الفيس بوك !
ولكن مكاني المفروض يبقى في ميدان التحرير

وعدى يوم 25 يناير
وكان نفسي اشارك في تلك الملحمة الشعبية الرائعة
وتذكرت قول أحد الصحابة (( لو دعيت الى غيرها لأجبت))
وتذكرت مقولة سيدنا أنس بن النضر بعد أن فاتته غزوة بدر (( فوالله لو اشهدني الله موقفا آخر ليرين الله ما أصنع))
وفوجئت مساء يوم 25 هناك دعوة على الفيس بوك تدعو شباب المنوفية الى وقفة الغضب عند عمر أفندي
وعقدت النية والعزم الى المشاركة مع كافة الشباب

صباح يوم 26

جهزت نفسي للنزول ..حملت شنطتي و مصحفي وانطلقت ..نزلت الى مستشفى شبين الكوم التعليمي ..وقضيت بها بعض الوقت في الاستقبال حتى أذان الظهر ..وانطلقت الى عمر أفندي ..وانا في الطريق لاحظت تواجد كثيف للأمن عند ميدان شرف .. دعوت الله (( اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت)) ..ولزمت الاستغفار حتى وصلت الى ما بعد عمر أفندي بمسافة بسيطة ..وعديت الكوبري وصليت في مسجد نقابة الزراعيين ..صليت السنة والظهر وركعتين حاجة الى الله ..ودعوت الله أن يحفظ الشباب وأن تتم و تنتهي الوقفة على خير وجه .
بعد الصلاة قابلت أحد الشباب حبايبي ..وبدانا بتفقد الوضع ..واثناء تفقدنا للوضع ..اعتقل عبد العزيز علام صديقي العزير ..حيث قام بالهتاف في شارع عمر ومعه علم مصر ..وتم احتجازه في سيارة الترحيلات ..كنت اتابع وانقل الوضع للفيس بوك عبر جوالي ..وتقريبا في الساعة الواحدة توقف الفيس بوك فجأة ..فعلمت بعدها أنه تم حجب الفيس بوك ..

البنات علمونا الشجاعة !

كان هناك اعداد كبيرة من الناس تراقب عن بعد ..ومش عارف الناس دول جايين يتظاهروا ولا بيتفرجوا..يعني دول معانا ولا مش معانا ..الوضع فعلا كان صعب ..طيب نبدا ازاي وفين ؟ ..طيب مين المنظم ؟! ..مش لاقيين حد ..فين يا اخواننا نشطاء المنوفية اللي بنشوفهم على النت ..لاحظت أن مخبرين الامن بدأوا يحتكوا بالبنات ..وقعدوا يبعدوهم عن ميدان عمر ..وعدوهم الكوبري لغاية لما وقفوا في الميدان المقابل في البر الشرقي ..كان معانا حوالي 10 شباب و 50 بنت ..قلت لهم يتوقفوا في الميدان ..وفعلا ربنا يكرمهمن علمونا معنى الشجاعة والجرأة وتوقفوا فعلا برغم احتكاك الأمن بهم ..
كانت (أم فداء ) تقف بجواري.. امرأة عظيمة تعلمت منها كثيرا على الفيس بوك .. كنت أول مرة أراها .. قالت لي : أنا أم فداء ..قلت : أهلا بحضرتك يا فندم ربنا يكرمك ..وفعلا ربنا يكرمها كانت من الناس اللي ثبتوا الواحد في الموقف الصعب ده ..سيدة فاضلة في مثل سن أمي وتنزل الشارع وتتعرض للضرب من شوية كلاب مأجورين ..ويسرق الموبايل الخاص بها ..فعلا مواقف تستحق الدراسة وتعليمها للأجيال ..ربنا يكرمك يا أم فداء ..مصر بخير طول ما فيها ناس زي حضرتك ..واسمحيلي أعتبرك زي امي وده شرف كبير لي ..
وطبعا ربنا يبارك في البنات اللي وقفوا ووصلوا صوتهم وتحدوا عصا الأمن الغليظة ..وكسروا حاجز الخوف ..ربنا يحفظهم


وبدأ الهتاف

بدأنا بالهتاف ..حرية حرية ..يا اهلاينا انضموا الينا ..يا حرية فينك فينك ..الطوارئ بينا وبينك ..وهبا بدأ الضرب فينا ..مش بيفرقوا بين شاب أو بنت أو كبير أو صغير ..(ألا لعنة الله على الظالمين ) ..أنا لقيت نفسي وقعت على الأرض ووقعت نظاراتي الطبية ..وتكسرت تحت الأرجل ..حاولت أن ألتقطها ..ولكن هيهات ..لاقيت تلاتة من مخبري الأمن بدأوا بالإعتداء علي ..ونزلوا ضرب في وانا على الأرض ..ولاقيت ايد ماسكاني من دراعي اليمين وايد تانية من دراعي الشمال ..وايد تالتة من حزام البنطلون ! ..حاولت ان أقاوم ..وتخلصت من واحد وليقوم الاثنان الآخران بضربي في بطني ووجهي ..حاول أن يأخذ موبايلي فرميته بعيدا ..ولكنهم أخذوه وسرقوه الكلاب ..وكان في كتفي الشنطة ..فرميتها بعيدا ..وكان بها عدة الشغل ( سماعة بالطو كتاب طبي والذي منه ) ..شنطة كنت لسة شاريها أول امبارح ..يلا خيير ..كله علشان خاطر مصر !
حكي لي أحد الشباب فيما بعد في الحجز ..أنه شاف أحد المخبرين الكلاب بيضرب بنت ضرب مبرح ويعتدي عليها بلا رحمة ولا شفقة فجري على المخبر وضربه فاجتمع عليه 5 مخبرين وضبروه وأخذوه ..ربنا يكرمك يا بو حميد ..وربنا ينتقم من الظلمة ..وربنا يحفظك يا أختنا

فيديو الإعتداء علينا



في سيارة الترحيلات

قادوني الى سيارة الترحيلات الخضراء الزيتي ! وعديت الكوبري ابص حواليا مش لاقي ولا واحد من الناس اللي كانت واقفة والبياعين والطلبة واللي بيتفرجوا ..أول ما بدا الضرب كله جري وأصبح الكوبري خاليا الا من المخبرين والناس المعتقلين !
عدينا الطريق والناس الواقفة في البر الآخر من الكوبري بتنظر الي بذهول ..نظرت للجموع الواقفة بحسرة وقلت بلسان الحال : دا احنا واقفين علشان خاطركم وانتوا لسة بتتفرجوا !
مفيش راجل من الناس اللي واقفين ف الميدان يدافع عن البنات اللي بينضربوا ..فين النخوة يا بشر ؟
فين البايعيين وفين الصنايعية وفي الأنفار اللي واقفة على الكوبري ..قاعدين يربوا في شنباتهم وبجوارهم ستات بألف من نوعية الشنبات دي !
دخلت السيارة وسط سباب وضرب حتى دخلت الى الداخل
صندوق حديدي كبيرمظلم من الداخل بشكل كبير ..ما تشوفش اللي جنبك ..دخلت وجدت رفقاء النضال ! ..حوالي 7 أفراد ..وبعد قليل دخل حوالي 6 آخرين ..ليكتمل عددنا 13 واحد ..سلمت على الشباب ..ومن بينهم (عبد الله) سنه 16 سنة في تانية ثانوي ..كان خايف شوية ..مسكت بكتفه : ما تخافش يا عبد الله انت راجل ..وانت صح ..واحنا معاك يا حبيبي ما تخافش ..


في مقر الترحيلات

وصلت سيارة الأمن المركزي في طريقها إلى مقر الأمن المركزي بشبين الكوم ..وسارت السيارات بسرعة كبيرة ..ولا يهمها مطبات ولا منحنيات ..كنا قاعدين نخبط في جدران السيارة من الداخل ..وأحيانا نقع على أرضية السيارة ..وصلنا بعد ربع ساعة في الطريق ..حتى توقفت السيارة ..حالة من الترقب اعتلت وجوه البعض .. نزلنا واحد واحد ..طبعا كان معانا ناس خايفة جدا ..ودار بخاطرهم مشاهد استقبال المساجين في فيلم (الكرنك) و (احنا بتوع الأتوبيس) !
طمئنا أنفسنا وطمنا الناس ما تخافوش يا جماعة ..احنا في عصر الديموقراطية ! ..
فتح الباب ..نزلنا واحد واحد ..أجلسونا على الأرض في صفين ..كنت في مقدمة الصف ..فتشونا تفتيشا ذاتيا ..أخذوا متعلقاتنا الشخصية ..وأخذوا بياناتنا واحد واحد ..الاسم السن العنوان الوظيفة ..كان مأمور السجن شخصية محترمة جدا ..كان طوال الوقت مبتسم وكأنه مبسوط مننا ! ..جاء أحد المجندين بالمياه ..كنت في غاية العطش ..شربت قليلا من الماء ..وشرب الباقون ..حاولنا تلطيف الجو ببعض الدعابات للتخفيف على الشباب اللي معانا ..جاء أحد ضباط أمن الدولة ..ذو الوجه الكشر ! ..نظر إلينا نظر غضب ..(اضحكوا اضحكوا ! ) هكذا قال بلهجة غاضبة ..سكتنا قليلا فلم أكترث بما قال .. لم نخف من هذا التهديد ..فأرواحنا بين يدي الله وقد بعنا أجسادنا لله والله اشترى ..وبعد إجراء كثير من الاتصالات بين القيادات الأمنية وبعضها البعض ..ونحن مازلنا جالسين على الارض ..صدرت الأوامر بإدخالنا إلى عنبر الاحتجاز ..

في عنبر الاحتجاز

دخلنا اثنين اثنين إلى عنبر الاحتجاز ..حجرة مساحتها 3 في 6 متر تقريبا ..بها دورة مياه ..لا تصلح للاستخدام الآدمي ..الباب لا يقفل ..وان حاولت قفله فهناك فتحة كبيرة فيه تسمح لمن في الخارج أن يرى من في الداخل ! ..الأرض بلاط ساقع ..والسقف مرتفع حوالي 5 متر ..به لمبة 50 وات ..تضئ كأنها وناسة ! ( كما يطلق عليها الفلاحين ) ..جلسنا على الأرض (البرش) ..وانتظرنا إلى آذان العصر ..قمت ورفعت الأذان في عنبر الاحتجاز ..وصلينا السنة ..وادينا صلاة الجماعة ..ودعونا الله في صلاة العصر أن يتقبل منا وقفتنا ..وأن يهدي الظالمين ! ..ختمنا الصلاة ..اتفق الإخوة على أن نبدأ حفلة سمر ..

وبدأنا حفلة السمر

جلسنا على شكل دائرة كبيرة ..كان عددنا 13 معتقلا ..ولحق بنا آخر فأصبحنا 14 معتقلا ..بدأنا حفلة السمر ..بقراءة القرآن ..فافتتحت ببسم الله الرحمن الرحيم (ألم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ...........)

وسط خشوع المعتقلين ..بدأنا بعدها بالتعارف ويشمل الاسم والبلد وتاريخ الميلاد ..وظروف الاعتقال ! ..وكيف عرف بالمظاهرة

كان عدد كبير منا سبب نزوله هو أنه قرأ الاستيتس بتاعي على فيس بوك ..فنزل الى المظاهرة ..وبعدها يقول (منك لله يا سليمان !) هههههه

أكملنا التعارف ..ومن ضمن المفارقات الجميلة في غرفة الحجز ..كان معانا واحد من شبين في كلية حقوق عين شمس ..كان عيد ميلاده هو 26-1 أي يوم اعتقاله ..فقررنا لو طالت فترة الاعتقال أن نحتفل به ..ونجيب جاتوهات وشموع وحاجات كدة ! (روقان ) ..بس لما نشوف هيكون مصيرنا ايه ؟!

وبعد فقد أنشدت نشيد ( صبرا أخيا )

صبرا اخيا اذا ألم بلاء

فالصابرون على الهدى أمناء

صبرا أخيا على قضاء نازل

فهو امتحان ليس عنه غناء

وانتهت فترة السمر قبيل المغرب بدقائق

قرانا أذكار المساء ..واستعدينا لصلاة المغرب ..ثم أعلنت الأذان وأقمت الصلاة وصلينا ..وبعدها كان هناك فقرة حرة ..اللي عاوز يعمل حاجة يعملها ..أحدهم فتح مصحفة ..وآخر يستلقي على البلاط يستريح قليلا من عناء اليوم ..وأحدهم جلس واجما ساكتا ..وأحدهم كان خائفا ..وهكذا كان لكل واحد منا حال ..اما أنا فقد أقفلت جاكيتي الممزق من قبل كلاب المخبرين ..ووضعت راسي على الأرض ..وأغمضت عيني .

مع صديقي باسم على البرش !

ما ان استلقيت على الارض حتى جاء صديقي ورفيق دربي باسم واستلقى بجانبي ..وتحدثنا مع بعضنا ..قلت : ايه رأيك في التجربة دي يا عم باسم ؟ ..على فكرة أنا سعيد جدا بالتجربة دي ..وفعلا مستمتع بها ..وبحاول أن استمتع بكل لحظة فيها !

باسم : تجربة جديدة فعلا بس يارب ما تطولش !

قلت : يارب

باسم : يا سلام يا سليمان ..ربنا قدر لنا ننام جنب بعضنا على البرش ! ..مفيش أجمل من كدة ..ويارب ندخل الجنة سوا ماسكين في ايدين بعض

قلت : لأ يا عم أنا هدخل وانا ماسك في ايد زوجتي !

باسم : يا عم ماهي هتدخل مع الأخوات !

قلت : على رأيك ..نبقى نقابلهم جوة بقى !

باسم : أول لما نخرج من هنا لازم نخطب يا ابو سليمان ! ..

قلت : صحيح يابني !

ودار حوار طويل على هذا النسق ..يجمع بين الفكاهة والروحانية والدعابات الجميلة

قلت : عارف يا باسم ايه الشعور اللي بيسيطر عليا دلوقت ؟

باسم : ايه ؟!

قلت : الجوووووووووووووع

وتعالت الضحكات

اختلفت الأسباب والاعتقال واحد !

كان معانا ناس اعتقلت غلط !..قدر الله له أن يمشي في هذا المكان ..أثناء الاعتقالات ..كان معانا واحد من قرية الماي .. كان رايح يسأل على الدهب لأن خطوبته يوم الجمعة !..ليفاجأ بثلاثة من المخبرين أمسكوا به ..وضربوه وأخذوه الى سيارة الترحيلات ..كان شخصا هادئا ..كان يحكي لنا الحدث وهو يضحك ..ويقولي : أنا والله ما أعرفش حاجة عن السياسة ولا اللي بيجرى في البلد ..دا حتى كان بيسألنا : هي المظاهرة دي كانت لييه ؟! ...ولكن بعد اعتقاله قرر انه يهتم بشئون بلده واللي بيجرى فيها ..

باسم ..صاحبي وحبيبي ورفيق دربي ..اتصل بي قبل المظاهرة وقالي انت فين ..فقلت له عند عمر أفندي ..فجاء ووقف في المظاهرة ..فلما اعتقلت ..واعتدى علي المخبرين ..قالي بعدها : أنا مقدرتش أشوفك وانت بتعتقل وكان ممكن أجري بس مقدرتش ..فقررت أعتقل معاك ! ( حبيبي يا باسم)

عبد الله ..طالب في تانية ثانوي عام ..كان رايح يخلص استمارة الثانوية ..فتم اعتقاله !

أحمد ..خريج كلية التربية ..استطاع أن يفر من المخبرين ..ولكنه رأي أحد المخبرين السفله يضرب بنت ضربا مبرحا ..فلم يتمالك نفسه ..فرجع باتجاه المخبر وقام بضربه فجاء 5 مخبرين وقاموا بضربه واقتياده الى سيارة الترحيلات ..ونعم المرؤة يا بو حميد

وهكذا لكل واحد حكاية شيقة ..كلما حكى أحدهم قصته ..نضحك بعدها جامد جدا ..وكاننا في قهوة ! ..وليس في عنبر احتجاز .

قوموا مفيش صلاة !

ولما أذنت العشاء ..أعلنت الأذان بفضل الله للمرة الثالثة في عنبر الاحتجاز ..وصلينا السنة ..نادوا علينا ..هنتحرك دلوقت ..طيب يا جدعان نصلي العشا الأول..قالوا لأ يا جماعة لازم نتحرك ..ودي أوامر ! ..ماشي

اصطفينا في صفين ..كنت في بداية الصفوف ..مكلبشا مع أخويا باسم ..كانت التوصية أن نبتسم ولا يبدو علينا القلق أو التوتر ..نرفع رؤسنا بشموخ من غير تكبر ..كلبشنا العساكر ..كل اثنين مع بعض ..سألت أحد العساكر : احنا رايحيين فين ؟!

قال بهمس ( رايحيين أمن الدولة ! ..ليلتكم سودا النهاردة !)

قلت له بإبتسامة : ربنا يطمنك يا ريس !

خرجنا من الحجز ..لنستنشق قليلا من الهواء النقي ..لينعش الأرواح ..كانت أرواحنا عالية جدا ..ألقى علينا مامور السجن نظرة الودع بإبتسامته المعهودة ..وانصرف .

في سيارة الترحيلات للمرة الثانية

ركبنا السيارة اثنين اثنين ..كانت مظلمة للغاية ..لا تكاد ترى يديك ..ظلام رهيب ..أخذت نفسا عميقا ..ودعوت الله : يارب ارزقنا الثبات ..اللهم انزل علينا السكينة والطمأنينه ..وشعرت بهدوء نفسي رهيب ..كأني رايح مثلا أصلي الفجر أو التروايح ! ..أوصانا الاخوة بالاستغفار والذكر طوال الطريق ..همست الى أخويا المكلبش معي ..بقولك يا باسم أنا بدعي ربنا أن يبدلنا بهذه الظلمة وفي وسط أجواء التوتر والخوف أن يبدلنا بها نورا في قبورنا وطمأنينه في لحودنا ..يارب ..وتحرك موتور السيارة في الطريق ..كان الشباب يتابعون الى أين ستتوجه السيارة ..فوجدناها وقفت امام محكمة شبين الكوم! ..


في النيابة

توقفت السيارة ونزلنا في وسط حراسة أمنية مشددة ..ثلاثة سيارات تتحرك معنا بها قوات أمن مركزي ..أحاطتنا قوات الأمن المركزي بالعصيان ..نزلنا فوجدنا المحامين في انتظارنا ( أ.طارق – أ.اسلام – أ.وائل ) ربنا يكرمهم ويحفظهم وداموا مدافعين عن الحق وأهله ..صعدنا اثنين اثنين مكلبشين طبعا ..صعدنا الى الدور السادس أو السابع ..مش فاكر بالظبط ..أجلسونا على السلالم ..في انتظار السادة وكلاء النيابة ..جلسنا ما يقرب الساعة ..فتحت مصحفي وقرأت مابين جزئين الى ثلاثة أجزاء تقريبا ..ثم نادوا علينا وقسمونا الى 4 مجموعات ..كل مجموعة الى وكيل نيابة من الموجودين ومع كل مجموعة محامي ..وكالعادة كنت أول من دخل ..

دخلت على وكيل النيابة ..شاب تقريبا في الثلاثينات من عمره ..عليه هيبة ووقار ..شخصية محترمة جدا ..يجلس على مكتب وبجواره السكرتير الذي كان من قريتي وقريبي كمان !

قلت : سلام عليكم

قال : عليكم السلام ..اتفضل يا دكتور !

قلت : ربنا يكرمك

(أخذ بياناتي الشخصية ..وعرف أنني خريج كلية طب ..وبدا بالاسئلة )

قال : ما قولك في التهمة المنسوبة اليك من مدير المباحث (فلان الفلاني) بأنك قمت بعمل مظاهرة تتطالب بتغيير النظام الحاكم وتتطالب بالاصلاح والتغيير ! والتي أدت الى تعطيل حركة المرور والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة ! والتعدي على رجال الأمن ! ؟!!

وهكذا كانت معظم الأسئلة

(صراحة كان وكيل النيابة متعاطف معي للغاية ..وكان بيكلمني باحترام شديد ..ربنا يكرمه ويحفظه )

جلست في التحقيق لمدة 20 دقيقة تقريبا

ووقعت على أقوالي

أخذت التحقيقات مع الجميع حوالي ساعتين

وصدر الحكم بإخلاء سبيلنا ..بفضل الله تعالى


مع صديقي الغالي أحمد

في أثناء التحقيق مع الباقي تحدثت مع صديقي أحمد والذي يعمل مبرمجا ..قال لي : يا أخ محمد أنا عاوز أخطب واحدة من البنات اللي كانوا واقفين في المظاهرة ! !

قلت : ربنا يهديك يا شيخ احمد ..عاوزها واحدة ثورية تعملك كل يوم مظاهرة في البيت !

وتذكرت أحد نوادر الأخوة كان يحكي ويقول : كانت مراتي وراها موعد مع الأخوات وكان لسة راجع من البيت ..قابلها على السلم : قالها رايحة فين ؟

قالتله : ورايا لقاء !

قالها : مش هتنزلي !

قالت له : لأ هنزل !!

واحتدم النقاش

فلما الاخوة بعد كدة سألوه : عملت ايه مع مراتك ؟

قاله : توصلنا الى حل وسط ..هو انها تروح اللقاء !!

المهم أحمد قالي : أنا بتكلم بجد !

قلت : والله

قالي : والله

قلت : خلاص هشوفلك الموضوع ده ! خليك معايا على الخط وأنا هظبطك !

(منتهى الروقان ..يخرب بيت كدة !..يابني احنا ف المحكمة ممكن نتحبس وناخد حكم!)

وبعد اخلاء سبيلنا

وسط حالة من الترقب والاستغفار ..صدر قرار وكلاء النيابة بإخلاء سبيلنا ..الله أكبر ..الحمد لله ..نزلنا الى الدور الأرضي ..لنجد الاخوة أحضروا لنا ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة والبطاطين ..ولنجد أهالينا في استقبالنا ..قلت للمحامي ..لو سمحت يا أخي تتصل بالبيت عندي تطمن أمي في البيت فهي قلقانة علي جدا ..اتصل وطمأنها فخفت حالتها قليلا ..لم أستطع أن أهاتفها لأني لم أتملك نفسي من البكاء ..فلم أحب أن تهاتفني وأنا بهذا الشكل ..وخرجنا وركبنا سيارة الترحيلات وسط اجراءات أمنية مشددة ..انطلقنا فرحين مستبشرين ..كنا نحمل عشرات الاكياس من الفواكه والأطعمة والزبادي ! والأكل المرفه ! .. يا سلام لو نعتقل كل يوم !..ربنا يكرمكم يا أخواننا ويحفظكم لنا .

في عنبر الجنائيين !

انطلقت السيارة الى بندر شبين الكوم في حوالي الساعة الثانية عشر ليلا..فكوا القيود ..وأخذوا متعلقاتنا لتفتيشها ..وفتشونا تفتيشا ذاتيا مرة أخرى ..ودخلنا مع الجنائيين ..أيقظوهم من نومهم وأوقفوهم ليستقبلوا زملائهم الجدد ! ..كانت حجرة 2في 4 متر تقريبا ..بها 23 سجين ! ..استقبلنا السجناء بالترحيب ..واكرمونا صراحة ..وفرشوا لنا البطاطين ..قلنا لهم : يا جدعان ما تتعبوش نفسكم واحنا هنظبط كل حاجة ..

قالوا لنا : أبدا والله ما تتعبوا نفسكم ..الناس اللي قبلنا كانوا بيفرشولنا ويكرمونا واحنا لازم نكرمكم ونفرشلكم ! ..

فرشوا لنا البطاطين ووضعنا الأكل وهممنا لنأكل ونوزع الأكل اللي معانا علينا كلنا ..نادوا علينا ..فين المساجين الجدد ؟

خير يا جماعة

هتتعرضوا على أمن الدولة !..يا ساتر يارب


وذهبت الى أمن الدولة لدخول الحمام !

صدرت الأوامر للقيادات الأمنية بالذهاب الى مقر أمن الدولة بشبين الكوم

تكلبشنا مرة ثانية اثنين اثنين

وركبنا السيارات للمرة الرابعة وتحركت معنا عساكر الامن المركزي لحراستنا !.. وسط خنقة من عساكر المركز اللي تعبوا معانا بصراحة ..وانطلقنا الى أمن الدولة ..

توقفت السيارات ..لنجد أنفسنا أمام مقر أمن الدولة بشبين الكوم ..مبنى مضئ بالأنوار العالية وعلى جانبي بوابته عساكر مدججين بالسلاح ..دخلنا اثنين اثنين أيضا ..وجلسنا في الاستراحة في الدور الأرضي ..كان هناك تجديدات في المبنى منذ آخر زيارة لي هناك ..نظفوا المكان وعملوه بالسيراميك ..ورمموا المسجد ! (استغربت جدا هو فيه مسجد في أمن الدولة ؟!).. وعملوا دورة مياة نظيفة ..

جلسنا في الاستراحة ما يقرب من ساعة ..قعدنا ندردش مع العساكر اللي معانا ..نادوا على أول شخص (المرة دي مش انا !) يضعوا على عينيه عصابة سوداء ويقتادوه الى الدور الثاني ..يأخذوا بيانته ..ويحذروه أنه يشارك في المظاهرات دي تاني ..وينزل بعد 5 دقايق ..نادوا على الجميع ما عدا أنا وكمان اثنين ..حيث صدرت الأوامر الفورية من القيادات العليا بالإفراج عن كل المعتقلين ! ..( بيفكرني بفيلم أنا مش معاهم!)

أثناء فترة الانتظار طلبت من العساكر أن أدخل الحمام ..محدش عارف كان ممكن يكهربوني ولا حاجة ! فقلت أدخل الحمام علشان الsphincters ما تفتحش أثناء الكهرباء ! ..وتبقى مأساة ! ..

قلت سبحان الله قدر الله لي أن أدخل الحمام في هذا الوقت وفي هذا المكان !

(وتذكرت كلمة والدي رحمه الله : أنفاس معدودة في أماكن محدودة في أوقات معلومة )

خرجنا من أمن الدولة ..لنركب السيارة للمرة الخامسة إلى بندر شبين ..ليتم الإفراج عنا ..سبحان الله كانت الأمور تسير بشكل يسير وسهولة ..كانت ببركة دعائنا ودعاء أهالينا ودعاء اخواننا ..تم أخذ الفيش والتشبيه أيد ورجل ! ..وأخذنا متعلقاتنا والبطاطين وتركنا الأكل للمساجين رزقهم بقة ..سبحان الله ..خرجنا من البندر واستنشقنا هواء الحرية مرة ثانية ..يا الله الحرية دي غالية أوي ولا تقدر بمال ولا بكنوز الدنيا ..قابلنا أهالينا في الخارج وسلمنا عليهم واحتضناهم ..وسلمنا على الاخوة في الخارج ..أوصلني أخي الحبيب محمد هشام الى بيتي بسيارته الساعة الثالثة صباحا ..ربنا يكرمه يارب ..ووصلت أمام الشارع

حرارة اللقاء

دخلت الشارع ..فوجدته خاليا تماما من أي شخص ..نظرت الى السماء ..وأخذت نفسا عميقا ..وشعرت بسعادة غامرة تملأ كياني ..واقشعر بدني ..وخطوت خطوات متوسطة السرعة ..ووجدت لساني يقول : الحمد لله ..الحمد لله ..الحمد لله

فتحت بوابة بيتنا ..وصعدت السلالم ..وقلبي يخفق قلقا على أمي ..فتحت الباب ..لأجد أمي بإستقبالي ..فقد ظلت مستيقظة طوال الوقت ..احتضنتني أمي وشعرت بمعنى الأمومة ..قبلتني أمي بلهفة ..حمد لله على سلامتك يا حبيبي ..الحمد لله يارب ..الله يسلمك يا أمي ..قبلت رأسها ..وقلت الحمد لله ..ووجدت خالتي واولادها يجلسون مع أمي ..سلمت عليهم جميعا ..الحمد لله

وبقيت كلمة

طوال وقت الاعتقال أحسست بأن الله تعالى معنا في كل لحظة لأننا مظلومون وأننا إن شاء الله على حق ..تجربة جديدة في حياتي حاولت أن أخوضها واستغل كل لحظة فيها لتقربني الى الله ..دعوت الله كثيرا لأن دعوة المظلوم لا ترد ..دعوت الله أن يصلح أحوال بلدنا وأن يولي أمورنا خيارنا ..أحسست بأن الله تعالى يعلمني بالتجربة الجديدة ..وكانت مدة قصيرة لا تتعدى 15 ساعة ..ولكنها تعني لي الكثير ..تعلمت منها أن الأمور بيد الله ويسيرها كيف يشاء ..وتعلمت أن قضاء الله نافذ نافذ لا محالة ..تعلمت معنى الرجولة والشجاعة ..تعلمت ألا أخاف من بشر ..ولن أنسى كلمة رجل الأمن الذي قال : اللي بيخاف من ربنا كلنا بنخاف منه وبنعمله ألف حساب واللي بيخاف مننا بيخلي أقل واحد مننا يتجرأ ويفتري عليه !

تعلمت أن الإهانة التي تعرضت لها في الشارع وأمام كل الناس وأنا في غنى عنها وأنا طبيب ولي احترامي وكرامتي وأتعرض للضرب والسحل والشتيمة من قبل المخبرين تذكرني بانني لست أغلى عند الله من سيدنا النبي الذي لاقى الأذى من قومه وتعرض للضرب ايضا وتعرض للإهانة أيضا وتعرض للسب كذلك ..صلى الله عليه وسلم

سئل الإمام الشافعي : ايهما خير للعبد التمكين أم الابتلاء ؟

فقال : لا يمكن العبد حتى يبتلى

تعلمت أيضا أن كثير من العساكر اللي كانوا معانا وكثير من الظباط تعاطفوا معنا ويعرفون الصح فين والغلط فين ؟ ويعلمون أننا على حق ولكنهم قد وضعوا في ظروف تمنعهم من ابداء ذلك

تعلمت أن الرجولة مش بالشنب ولا باللحية ! ولا بالصوت الغليظ ولا بالخطب العصماء ولكن الرجولة مواقف فعلا ..وان كانت تصدر من بنت ضعيفة أضعف بكثير من رجال الامن

وتعلمت أن قيمة الأخوة تظهر في أوقات الشدة

وتعلمت أن من كان الله معه فلا يخاف ولا يجزع لأنه باع حياته والله اشترى

(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)

وتعلمت أن أهتم بقضايا أمتى بكل الوسائل ..ولا أكتفي بالمشاهدة والفرجة

تجربة جديدة بالنسبة لي ..واسال الله تعالى أن يتقبل تلك السويعات القليلة

آمين

شهادتي

محمد سليمان

27-1-2011

___________________________________

تحديث 9 فبراير

أسأل الله أن يرحم الشهداء وأن يلحقنا بهم على خير


[....]

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

وائل غنيم ..والله دموعك غالية علينا



وائل غنيم

شاب مصري عاش في مصر
وحب بلده بجد
مرفه الى حد كبير
عنده فيلا وعربية
بس حب إن بلده تتغير للأحسن
وائل غنيم هو مدير تسويق جوجل في مصر
وكمان أدمن لصفحة كلنا خالد سعيد

نزل وائل يوم 25 من الخليج حيث كان يعمل بها للمشاركة مع شباب مصر في ثورة التغيير
ثورة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
تم اعتقال وائل غنيم على يد مباحث أمن الدولة
في مشهد متكرر في الحياة المصرية
التي لا تحترم فيها حرية التعبير والرأي
لا مكان فيها للصوت الحر

كما نشاهد في هذا الفيديو



اعتقل وائل غنيم من يوم 28 يناير حتى 7 فبراير
وظل مختطفا في أمن الدولة حتى تم اطلاق سراحه هذا اليوم
قامت منى الشاذلي بإجراء حوار مع وائل غنيم في العاشرة مساءا هذا اليوم
حسيت فعلا منه بوطنية لا مثيل لها
وبكى مرات ومرات على أرواح الشهداء التي ازهقت ثمنا لحرية مصر
رحم الله الشهداء
وأسكنهم فسيح جنته
وألحقنا بهم على خير ان شاء الله

تسجيل حلقة العاشرة مساءا

تقديم الحلقة




الجزء الأول



عرض الشهداء وبكاء وائل غنيم




رحم الله الشهداء
[....]

الاثنين، 7 فبراير 2011

حكم دفع البلطجية الذين يعتدون على الناس


السؤال:
من دافع بلطجيًّا واضطر لاستخدام آلة حادة، أو تسبب القتل في مدافعته هل يدخل في الوعيد الشرعي الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ".


الجواب
لفضيلة الأستاذ الدكتورعبد الرحمن البر
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين
وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


قال ابن حجر في الفتح (تعليقًا على هذا الحديث):
"مَنْ قَاتَلَ أَهْل الْبَغْي أَوْ دَفَعَ الصَّائِل فَقُتِلَ فَلا يَدْخُل فِي هَذَا الْوَعِيد لِأَنَّهُ مَأْذُونٌ لَهُ فِي الْقِتَال شَرْعًا".

ودفع الصائل هو "الدفاع الشرعي عن الأهل والمال والعرض والبيت أو الوطن، أو هو الدفاع المشروع عن الغير في كل هذه الأمور".

والصّيال حرام، لأنّه اعتداء على الغير، لقوله تعالى: ﴿وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (البقرة: من الآية 190).

وقول الرّسول صلى الله عليه وسلم: "كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه".

والاستسلام للصائل حرام لقوله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: من الآية 195)، فالاستسلام للصّائل إلقاء بالنّفس للتّهلكة، لذا كان الدّفاع عنها واجبًا. ولقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ (الأنفال: من الآية 39).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي، قَالَ: "فَلَا تُعْطِهِ مَالَك، قَالَ: أَرَأَيْت إنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: "قَاتِلْهُ"، قَالَ: أَرَأَيْت إنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: "فَأَنْتَ شَهِيدٌ"، قَالَ: أَرَأَيْت إنْ قَتَلْته؟ قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ، وَفِي لَفْظِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ عَدَا عَلَى مَالِي؟ قَالَ: "أَنْشِدْ اللَّهَ"، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ؟ قَالَ: "أَنْشِدْ اللَّهَ"، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ؟ قَالَ: "قَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ".

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَفِي لَفْظٍ: "مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

فهذه النصوص وغيرها تدل بوضوح على وجوب الدفاع عن النفس والعرض والمال أمام البلطجية وقطاع الطرق الذين يتعرضون للآمنين.

حَكَى ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ أَوْ نَفْسُهُ أَوْ حَرِيمُهُ فَلَهُ الْمُقَاتَلَةُ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ عَقْلٌ وَلا دِيَةٌ وَلا كَفَّارَةٌ.

قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: وَاَلَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَدْفَعَ عَمَّا ذُكِرَ إذَا أُرِيدَ ظُلْمًا بِغَيْرِ تَفْصِيلٍ، إلَّا أَنَّ كُلَّ مَنْ يُحْفَظُ عَنْهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ كَالْمُجْمِعِينَ عَلَى اسْتِثْنَاءِ السُّلْطَانِ لِلآثَارِ الْوَارِدَةِ بِالْأَمْرِ بِالصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِ وَتَرْكِ الْقِيَامِ عَلَيْهِ". (نيل الأوطار).

وقد استنهض الإسلام عزائم المؤمنين للدفاع عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان: ﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾ (النساء: من الآية 75).

ومن مسائل الْإِجْمَاعِ: أَنَّ مَنْ شَهَرَ عَلَى آخَر سِلاحًا لِيَقْتُلهُ فَدَفَعَ عَنْ نَفْسه فَقَتَلَ الشَّاهِرَ أَنَّهُ لا شَيْء عَلَيْهِ.

وقال في الفتح: "وَقَدْ اِتَّفَقُوا عَلَى جَوَاز دَفْع الصَّائِل وَلَوْ أَتَى عَلَى نَفْس الْمَدْفُوع".

كما ذكر ابن حجر في الفتح مشروعية دَفْع الصَّائِل وَأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُمْكِن الْخَلاص مِنْهُ إِلَّا بِجِنَايَةٍ عَلَى نَفْسه أَوْ عَلَى بَعْض أَعْضَائِهِ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ كَانَ هَدَرًا.

قال ابن جرير في قوله- صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ" (أخرجه أحمد عن ابن عباس والنسائي عن سويد بن مقرن):

"هذا أبين بيان وأوضح برهان على الإذن لمن أريد ماله ظلمًا في قتال ظالمه والحث عليه كائنًا من كان؛ لأن مقام الشهادة عظيم، فقتال اللصوص والقُطَّاع مطلوب، فتركه من ترك النهي عن المنكر، ولا منكر أعظم من قتل المؤمن وأخذ ماله ظلمًا" (فيض القدير).


التكييف الشرعي لدفع الصائل:


اختلفوا هل هو واجب على المدافع، أم هو حق له؟ والقول بالوجوب فيما يتصل بالنفس والعرض قول أكثر أهل العلم. أما الدفع عن المال فأغلب الفقهاء يرونه جائزًا لا واجبًا.

والفرق بين الواجب والحق: أن الحق يتضمن التخيير بين الفعل والترك، والواجب لا تخيير فيه؛ كما أن صاحب الحق لا يعتبر آثمًا بالفعل أو الترك، أما تارك الواجب فآثم شرعًا.
وبعض العلماء يفرقون بين حالة الفتنة وغيرها، ويجعلون الدفاع جائزًا مطلقًا في حالة الفتنة، أما في غير حالة الفتنة فيجعلونه واجبًا مطلقًا.


شروط دفع الصائل:


حتى لا يكون الأمر سببًا لإثارة فتن في المجتمع فقد استنبط العلماء من النصوص السابقة شروطًا لدفع الصائل يجب توفرها حتى يعتبر المصول عليه في حالة دفاع، وهذه الشروط هي:

أولاً: أن يكون هناك اعتداء، أو عدوان، أما إذا كانت السلطات العامة تطبق واجباتها من القبض على متهم، أو تفتيشه، أو تنفيذ عقوبة محددة في محكوم عليه فهذا أمر مشروع، بل قد يكون واجبًا.

ثانيًا: أن يكون هذا الاعتداء حالاً، أما أن يكون مجرد تهديد لفظي دون وقوع اعتداء فلا يجوز دفعه باستعمال القوة ضد القائم بالتهديد، إلا إذا غلب على الظن أنه سينفذ تهديده فعلاً.

ثالثًا: أن لا يمكن دفع الاعتداء بطريق آخر، فإذا أمكن الاحتماء برجال السلطة العمومية في الوقت المناسب أو استطاع المصول عليه أن يمنع نفسه أو يمتنع بغيره دون استعمال القوة والعنف فليس له أن يستعملها.

رابعًا: أن يدفع الاعتداء بالقوة اللازمة لدفعه، فإذا أمكن دفع الصائل مثلاً بالصياح والاستغاثة لم يدفع باليد، وإن كان في موضع لا يلحقه الغوث دفعه باليد، فإن لم يندفع باليد دفعه بالعصا، فإن لم يندفع بالعصا دفعه بالسلاح، فإن لم يندفع إلا بإتلاف عضو دفعه بإتلاف عضو، فإن لم يندفع بالقتل دفعه بالقتل. هذا والله أعلم.


[....]

الأحد، 6 فبراير 2011

رسالة الطبيب المؤرخ الدكتور راغب السرجاني الى الرئيس مبارك



أرى الخلق اجتمعوا على مشاعر معينة تجاهك.. كلها –كما تعرف– مشاعر تموج بالكراهية والحقد والغل.. مشاعر تراكمت على مدار سنوات طويلة، فليس هذا البغض حديثًا، إنما هو قديم قديم.. لعله منذ أول أيام ولايتك.. وأسباب كراهيتهم لك منطقية للغاية.. جوع.. بطالة.. فساد.. تكبر.. قهر.. استبداد.. تعاون مع اليهود.. خضوع للغرب والشرق.. هوان عالمي كبير لمصر.. وغير ذلك من فظائع اتسمت بها فترة حكمك.. وخُتم هذا السجل الحافل الفاشل بتزوير فاضح لانتخابات مجلس الشورى ثم مجلس الشعب.. تزوير خرج عن حدود المنطق والعقل.. إلى الدرجة التي اضطرت فيها الحكومة الفاشلة في النهاية أن تزور الانتخابات لصالح بعض المعارضين! حتى يُخفف من شكل الصورة الهزلية!

لا شك أنَّ هذا التاريخ الأسود كان سببًا في كراهية عميقة لك في وجدان الشعب المصري كله، وفي وجدان الشعوب العربية والإسلامية، بل لا أبالغ إن قلتُ أنَّ هذه الكراهية صارت في قلب كل حر في العالم! لقد كان الجميع ينتظر من مصر الكثير والكثير.. ولكن للأسف وجدوها في حاجة للعون، ولا طاقة لها بعون أحد..

وتعمقت الكراهية أكثر وأكثر عند رؤية الشعب لخطواتك الحثيثة التى تسعى لتوريث ابنك الحكم من بعدك.. فهذه إشارة أنَّ الشعب سيعيش هذا الضنك، وهذه الإهانة لعدة عشرات أخرى من السنوات، خاصة وأن السنة الإلهية الماضية أن أعمار الظالمين تطول جدًا، وجلهم يتجاوز السبعين والثمانين!

هذا وغيره جعل الناس يكرهونك، بل لعلهم لم يكرهوا في حياتهم رجلاً مثلك!

هذه علامة خطيرة يا سيادة الرئيس! ولا أقصد خطورة الدنيا فقط.. لا أقصد خطورة تربص الشعب لك، ورغبته الأكيدة في الفتك بك، ولكني أقصد شيئًا آخر قد تكون أهملت النظر له طيلة عمرك، وهو أنَّ هذا البغض الجماعي لك قد يكون علامة بغض الله لك! وهذا ليس مستغربًا، فلا شك أنَّ الله يبغض كل الفراعين والطواغيت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي أَبْغَضْتُ فُلَانًا فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"..

والواقع –يا سيادة الرئيس– أنَّ البغضاء قد نزلت لك في الأرض!

وأنا واحد من أفراد الشعب الذي يكرهك.. لكني أحمل لك شعورًا إضافيًا قد يستغربه كثير من الناس، بل قد تسغربه أنت شخصيًا.. وهو شعور الشفقة!

لعلك تقول: وهل يشفق الناس على الطواغيت؟

أقول لك: نعم!. في بعض الأحيان نعم!

أشفق على رجل تجاوز الثمانين يسير معصوب العينين، وقد طُمس بصره وبصيرته، إلى نهاية بائسة، يُلقى فيها في حفرة قبره، ليبدأ الحساب العسير على سنوات البغي والضلال..

لو تؤمن يا سيادة الرئيس بالبعث والنشور ما طاب لك طعام ولا شراب، فالناس جميعًا سيحاسبون على أنفسهم وأهلهم، وأنت ستحاسب على شعب كامل!

يا لهول ذلك الأمر!

لا أعتقد أنَّ واحدًا من المنافقين الذين أحطت نفسك بهم نبَّهك إلى حقيقة هذا الأمر، مع أن بعضهم يعمل في "وظيفة" شيخ!

ماذا أعددت يا مسكين لسؤال ربك؟

ماذا ستقول لربك عن عشرات الآلاف من المعتقلين ظلمًا دون قضية ولا محاكمة؟

ماذا ستقول عن تكريس أكثر من نصف مليون إنسان لحماية شخصك، مع كل ما يتطلبه ذلك من أموال، ومن إهدار طاقات وأوقات؟

ماذا ستقول عن الملايين الذين جاعوا في عهدك، وقد تحولت ثروات البلد إلى جيبك وجيوب المقربين منك ومن أولادك؟

ماذا ستقول عن مواقفك المخزية من قضايا المسلمين حولك.. تشارك في حصار غزة.. تترك السودان وحيدًا أمام قوى العالم الباغية.. تجري وراء أمريكا في أي وادٍ تهيم فيه.. تصادق الصهاينة.. تعادي المسلمين؟

ماذا ستقول عن "جهاز أمن الدولة" الذي صيَّرته جهازًا "لفزع" الدولة والشعب؟ والذي لم يعد له همٌّ إلا الطغيان والعدوان وترسيخ الظلم والخوف، وممارسة التعذيب والإذلال؟

ماذا ستقول عن الغاز الذي بعته لعدوك، والبلد التي بعتها لأصحابك؟

بل ماذا ستقول عن شرع الله الذي عزلته عن حياة الناس، وعن كتاب الله الذي تركته وأهملته؟

أواه يا سيادة الرئيس!

إنك في موقف تعيس!

هل تتخيل مصيرك الذي تسير إليه مسرعًا..

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ"..

يا سيادة الرئيس.. قد أعذر الله إليك، وقد أمد لك في العمر حتى يعطيك فرصة التوبة، ولكنك ما زلت متشبثًا بالمصير التعيس!

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً"..

وأنت بلغت الستين منذ أكثر من عشرين سنة! ألم تنتبه؟!

لعلك كنت تتمنى أن تسمع هذا الكلام في أول عهدك، فقد كانت أمامك فرصة أن تكون من تكون من المقربين إلى الله إذا عدلت في حكمك.. فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وذكر في أولهم: إِمَامٌ عَادِلٌ..".. ولكن للأسف لم يسمعك أحد هذا الكلام؛ لأنك –للأسف– اخترت بطانة السوء، والحاكم يكون من البطانة التي اختارها، فليس هناك -كما يظن بعض السذج- رئيس صالح لا يدري عن الفساد في بلده شيئًا، والكل يسرق من حوله وهو نظيف! ليست هناك هذه الصورة المضحكة، بل يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ وَالٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنْ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا"..

وما العمل يا سيادة الرئيس؟

هل ضاعت الفرصة، وصار الطريق حتميًا إلى جهنم؟!

الواقع –الذي لا يشفي صدور الناس– لا!!

هناك فرصة..

نعم ليست طويلة لأنك بلغت من الكبر عتيًا، ولكنها موجودة على كل حال..

أن تتوب إلى الله!

هل تعرف هذا المصطلح: التوبة؟

لا شك أنه جديد على القصر الرئاسي، فقليلاً ما يتوب المتكبرون، ولكن صدقني هناك فرصة! وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الرجل الذي قتل مائة من البشر قد غفر الله له عندما حقق التوبة الصادقة.. نعم عدد قتلاك يتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن العبرة بصدق التوبة لا بحجم الجريمة.

وعليه فإني أنصحك –وأنا والله لك ناصح أمين– بما يأتي:

أنصحك ألا تسوف في التوبة، فالموت يأتي بغتة..

وأنصحك أن ترحل فورًا دون تسويف أيضًا.. ارحل قبل أن تراق المزيد من الدماء.. ارحل قبل أن ينقلب عليك جيشك الذي سمح بكتابة عبارات الكراهية لك على دباباته ومصفحاته.. ارحل قبل أن يفتك بك شعبك وعندها لن تجد وقتًا للاعتذار.. ارحل فورًا ولا تكن بطيئًا في التفكير..

وأنصحك أن تعيد للشعب ما أخذته منه بغير وجه حق على مدار السنين، فليس لك إلا المخصصات القانونية التي يكفلها الدستور للرئيس، والشعب لا يمانع أن تأخذ راتبًا كالذي يأخذه رئيس أكبر وأغنى دولة في العالم، لكن لا تأخذ فوقه شيئًا، وأنا أعلم أن إعادتك للمليارات من الدولارات أمر صعب، لكن الأصعب منه هو الحساب على هذه الأموال، ولا أقصد حساب الشعب، ولكن أقصد حساب القبر، وهو –بالنظر إلى عمرك– قريب للغاية!

وأنصحك أن تتفرغ بقية عمرك لقراءة الكتاب العظيم الذي لم تلتفت إليه في حياتك، وهو القرآن الكريم، وستدرك حينها كيف ضيَّعت على نفسك وعلى شعبك فرصة هداية كبيرة.

وأنصحك أن تخاطب شعبك خطابًا متواضعًا تعتذر فيه عن فساد نظامك، وتعتذر للشعب عن تزوير إرادته دومًا، فأصحاب الحقوق عندك كثيرون، وكلهم سيأخذ من حسناتك.

وأنصحك أن تجمع ولديك وتحذرهم من سوء الخاتمة، فأنت تعلم أن الموت لا يفرق بين كبير وصغير، وعليك –إن كنت حريصًا على مصلحتهم– أن تدربهم على التوبة من ذنوب القهر والتزوير وغيرها من أخطاء في حق الشعب، فالأمر –والله– جلل.

والله –يا سيادة الرئيس– أنا لك ناصح أمين.. لا أسألك عليه مالاً.. إن أجري إلا على الله.. ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي..

فستذكر –أيها الرئيس– ما أقول لك، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

[....]

السبت، 5 فبراير 2011

المصريون ومرض استوكهولم!!

كتب علاء الأسواني

هذه الحكاية حدثت فى السويد. فى يوم 23 أغسطس عام 1973، هاجم بعض المسلحين أكبر بنك فى مدينة استوكهولم واحتجزوا بعض الموظفين كرهائن، وعلى مدى أيام حاول رجال الشرطة السويديون التفاوض مع الخاطفين من أجل إطلاق سراح الرهائن. ولما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، نفذت الشرطة هجوما مفاجئا ونجحت فى تحرير الرهائن.. وهنا حدثت المفاجأة: فبدلا من مساعدة الشرطة فى مهمتها، راح بعض المخطوفين يقاومون محاولة تحريرهم، بل إنهم أبدوا تعاطفهم مع الخاطفين وظلوا يدافعون عنهم وذهبوا ليشهدوا لصالحهم بعد ذلك أمام القضاء.. هذا التصرف الغريب من الرهائن تجاه خاطفيهم، استوقف عالم النفس السويدى «نيلز بيجيرو» فأجرى دراسة مطولة خرج منها بنظرية جديدة اشتهرت فى علم النفس باسم «TOCKHOLM SYNDROME».. أو «مرض استوكهولم»..

وكلمة «SYNDROME».. تعنى فى الطب مجموعة أعراض مرضية تتلازم دائما وتصيب المريض. فى نفس الوقت، تؤكد هذه النظرية أن بعض الناس عندما يتعرضون إلى الخطف أو القمع والاعتداء الجسدى أو حتى الاغتصاب بدلا من أن يدافعوا عن كرامتهم وحريتهم، فإنهم مع تكرار الاعتداء يتعاطفون مع المعتدى ويذعنون له تماما ويسعون إلى إرضائه.. وقد أثار مرض استوكهولم اهتمام علماء النفس فتوالت الدراسات حوله واكتشفوا أنه يصيب 23% من ضحايا الخطف والاعتداءات الجسدية بأنواعها المختلفة، وقد توصل العلماء إلى تفسير مقنع لمرض استوكهولم.. هو أن الإنسان عندما يتعرض إلى القمع والإذلال، عندما يحس بأنه فاقد الإرادة لا يملك من أمره شيئا وأن الجلاد الذى يقمعه أو يضربه أو يغتصبه، يستطيع أن يفعل به ما يشاء..

ماذا حدث للمصريين؟!

يكون عندئذ أمام اختيارين: إما أن يظل واعيا بعجزه ومهانته وينتظر الفرصة حتى يثور على الجلاد ويتحرر من القمع، وإما أن يهرب من إحساسه المؤلم بالعجز وذلك بأن يتوحد نفسيا مع الجلاد ويتعاطف معه.. وكما يصيب مرض استوكهولم الأفراد فإنه قد يصيب الجماعات والشعوب.. فالشعب الذى يعانى من الاستبداد والقمع لفترة طويلة قد يُصاب بعض أفراده بمرض استوكهولم فيتوحدون نفسيا مع من يقمعهم ويذلهم، ويعتبرون الاستبداد شيئا إيجابيا وضروريا لحكم البلاد. السؤال هنا: هل أصيب المصريون بمرض استوكهولم؟.

لا توجد إجابة قاطعة لكن بعض الأفكار قد تساعدنا على الفهم:

1ــ الأوضاع فى مصر وصلت الآن إلى الحضيض: ظلم وفساد وفقر وبطالة ومرض وقمع.. نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر، 9 ملايين مصرى يعيشون فى العشوائيات بلا ماء نظيف ولا صرف صحى، متكدسين فى حجرات ضيقة وأحياء قذرة تعافها الحيوانات. لأول مرة فى تاريخ مصر تختلط مياه الشرب بمياه المجارى ويتم رى مئات الآلاف من الأفدنة بمياه الصرف الصحى. هذه الأوضاع المأساوية تكفى لاندلاع الثورة فى عدة بلاد.. لكنها فى مصر، حتى الآن، لم تؤد بالمصريين إلى التمرد ورفض الظلم.. بل إن مصر العظيمة يتم الآن توريثها من الرئيس مبارك إلى نجله جمال ببساطة وكأنها مزرعة دواجن، ولا يبدو على معظم المصريين الاهتمام بمن سوف يحكم بلادهم وكأنهم ينتظرون نتيجة مباراة فى كرة القدم بين فريقين أجنبيين. هذه اللامبالاة التى تصل أحيانا إلى حد التبلد.. ألا تُعتبر عرضا مرضيا؟!

2 ــ كل من يقرأ تاريخ مصر قبل ثورة 1952 سيكتشف مدى الحيوية السياسية العارمة التى كان المصريون يتمتعون بها آنذاك.. كان هناك رأى عام مؤثر وإرادة وطنية قوية، وكانت المظاهرات والاحتجاجات تؤدى إلى استقالة وزراء وسقوط حكومات. على مدى أجيال قدمت مصر آلاف الشهداء من أجل الاستقلال والديمقراطية.. كل ذلك تلاشى بعد الثورة.. لقد حققت ثورة 1952 إنجازات كبرى بلا شك مثل مجانية التعليم وتكافؤ الفرص والتصنيع ورعاية الفقراء.. وكان عبدالناصر زعيما عظيما، نادرا فى إخلاصه ونزاهته ووطنيته.. ولكن ثورة 52، أيضا، قد أنشأت آلة قمع جبارة سحقت كل من يحمل فكرا سياسيا مختلفا، ثم توفى عبدالناصر عام 1970 فانتهت الثورة لكن آلة القمع ظلت تعمل بضراوة وتسحق كل من يراه النظام خصما سياسيا أو بديلا له ولو محتمل فى الحكم.. حتى انسحب المصريون تماما من المشاركة السياسية خوفا من العواقب وإيثارا للسلامة.. ألا يعد هذا الانسحاب الكامل من العمل العام عرضا مرضيا؟!

3 ــ كثير من المصريين غاضبون وناقمون على الأوضاع فى بلادهم. لكن هذا الغضب غالبا ما ينصرف إلى اتجاه خاطئ، فبدلا من أن يقاوم المصريون نظام الاستبداد الذى تسبب فى إفقارهم وتعاستهم.. يوجهون طاقة الغضب إلى بعضهم البعض.. ارتفعت جرائم العنف والبلطجة والتحرش والاغتصاب إلى درجة غير مسبوقة.. وتفشت الروح العدوانية والكراهية والمعاملة الفظة، فى بلد طالما اشتهر أهله بالذوق وحسن التعامل... بل إن ما يحدث فى طوابير الخبز له دلالة: فالذين يضطرون إلى الوقوف يوميا لساعات طويلة أمام المخابز ليحصلوا على خبز لأولادهم، بدلا من أن يثوروا على النظام الذى تسبب فى هذا البؤس، ينخرطون فيمن بينهم فى مشاجرات رهيبة تؤدى عادة إلى إصابات وقتلى. ألا يعد الغضب فى اتجاه خاطئ سلوكا مرضيا؟

4 ــ شكل الإسلام دائما المرجعية القوية لكفاح المصريين، مسلمين وأقباطا، من أجل العدل والحرية لكن القراءة الموجودة الآن فى مصر مختلفة. فقد انتشرت الأفكار الوهابية فى بلادنا، مدعومة بأموال النفط من جهة ومباركة النظام الحاكم من جهة أخرى.. إن الدولة البوليسية التى تقمع بشدة حركة الإخوان المسلمين وتنكل بأعضائها بلا ذنب ولاهوادة..

تفتح ذراعيها للوهابيين وتغض الطرف عن تجاوزاتهم وتتيح لهم نشر أفكارهم عن طريق القنوات الفضائية وفى المساجد.. والسبب فى ذلك أن فكر الإخوان، على الرغم من أخطائه، يعكس وعيا سياسيا حقيقيا ويمكن المسلمين من معرفة حقوقهم المهدرة وبالتالى يدفعهم حتما إلى الثورة..

أما القراءة السلفية الوهابية للدين..

فهى تنزع عن الناس وعيهم السياسى تماما وتدربهم على الإذعان للظلم.. طبقا للفكر الوهابى لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم أبدا، حتى ولو ظلم المسلمين وسرق مالهم، تظل طاعته واجبة.. أقصى ما يمكن فعله مع الحاكم الفاسد هو إسداء النصح.. وإذا لم ينتصح الحاكم فإن الفكر الوهابى يدعونا إلى أن نتركه وشأنه ونلزم الطاعة حتى يغيره الله.. وبقدر تسامح الوهابيين مع الاستبداد فإنهم يتشددون للغاية فى كل ما هو غير سياسى وكثيرا ما يقدمون المظهر على الجوهر مما أدى إلى اختصار الإسلام فى المظهر والعبادات، بمعزل عن المبادئ الإنسانية التى نزل الإسلام أصلا للدفاع عنها: العدل والمساواة والحرية..

لقد صار السؤال الأهم فى مصر الآن: ماذا ترتدى المرأة؟ ماذا تغطى وماذا تكشف من جسدها (الذى يحظى بأهمية كبرى فى الفكر الوهابى).؟ وليس السؤال أبدا: ماذا نفعل نحن المصريين حتى ننقذ بلادنا من المحنة التى تمر بها؟.. إن اهتمام وسائل الإعلام بمعارك الحجاب والنقاب كثيرا ما يفوق اهتمامها بتزوير الانتخابات وحركة استقلال القضاء والاعتقالات والتعذيب..

عندما يشرب المصريون من مياه المجارى ولا يجدون الخبز لأولادهم ثم يتشاجرون بعد ذلك بشدة حول لبس النقاب أو خلعه ويدعو بعضهم النساء إلى ارتداء النقاب بعين واحدة فقط.. ألا يعكس هذا تشوشا فى التفكير وخللا فى ترتيب الأولويات؟ إن المجتمع المصرى فى رأيى يمر بحالة مرضية وليس فى ذلك عيب أو عار، فالجماعات البشرية تمرض وتصح مثل الأفراد. أول خطوة فى علاج المرض التشخيص الصحيح.. عندما يتخلص المصريون من اللامبالاة ويستردون وعيهم السياسى وقراءتهم الصحيحة للدين.. عندئذ فقط، سينتزعون حقهم فى العدل والحرية وستنال مصر المكانة الكبرى التى تستحقها. الديمقراطية هى الحل..

[....]